بعثة دي ميستورا تغادر حلب دون لقاء المسلحين وفلتان أمني داعشي بمدينة الباب
تتواصل العمليات العسكرية للجيش العربي السوري في حلب وريفها والتي قتل فيها مؤخراً ما يقارب 350 مسلحاً، يأتي ذلك فيما غادرت بعثة المبعوث الأممي إلى سورية ستيفان دي ميستورا المدينة دون أن تلتقي وفداً من المسلحين أو تزور مناطقهم.
وأكد مصدر ميداني مقتل 200 مسلح وتدمير 8 عربات مصفحة كانت بحوزة المجموعات المسلحة في معركة حندرات شمال شرق حلب والتي دخلت يومها الخامس من دون أن يتمكن المسلحون من تعديل خريطة السيطرة في أهم منطقة حيوية يعوّل الجيش عليها لإكمال الطوق الأمني حول أحياء مسلحي المدينة.
وأوضح المصدر ، أن المسلحين حشدوا نحو 3500 مقاتل معظمهم من جنسيات غير سورية قدموا عبر تركيا خصيصاً لهذه المهمة لكنهم عجزوا بفضل بسالة واستبسال الجيش و«الدفاع الوطني» المؤازر له عن تحقيق خرق واضح ولم يتمكنوا من الاستحواذ على قرية حندرات كما تدعي بياناتهم ووسائل إعلامهم.
وفي السياق علمنا من مصادر أهلية، أن مقاتلات الجيش شنت سلسلة غارات خلال الأيام الثلاثة الماضية على معسكر تدريب لتنظيم داعش بريف حلب الشرقي، قضت فيها على أكثر من 150 من مقاتليه.
إلى ذلك، ساد فلتان أمني لدى داعش بمدينة الباب للأسبوع الثاني على التوالي أفضى إلى فرار 95 أسيراً من سجونها، وأفادت مصادر أهلية من المدينة، التي تعد أهم معقل للتنظيم بحلب، أن فرار السجناء جاء على خلفية حال التخبط التي يعيشها التنظيم بالمدينة والتي أدت إلى انقسامات بصفوف مقاتليه وتحزبهم بين سوريين من جهة وعرب وأجانب من جهة أخرى، الأمر الذي أدى إلى مقتل 9 «جهاديين» غير سوريين حاولوا الهرب الأسبوع الفائت إلى تركيا.
في الأثناء، غادرت بعثة دي ميستورا التي تترأسها مديرة مكتبه بدمشق خولة مطر مدينة حلب بعد زيارتها التي هدفت لتقييم الوضع هناك وبحث خطة تجميد القتال فيها، بحسب مصادر بمكتب المبعوث الأممي دون أن تفصح عن تاريخ المغادرة أو أي تفاصيل أخرى بخصوص حصول لقاءات مع المعارضة أو توصلها لنتائج.
وعلمنا أن المجموعات المسلحة استغلت وجود البعثة وشنت أعنف الهجمات على حندرات وحي صلاح الدين ومقر فرع المخابرات الجوية لكن الجيش السوري صد الهجمات ملحقاً خسائر فادحة بصفوفها.
وبحسب مصادر كان من المفترض أن تستمر زيارة البعثة التي بدأت في الثاني من الشهر الجاري، أسبوعين لكن تم اختصارها لأسبوع واحد، دون أن تتمكن البعثة من زيارة مناطق سيطرة المسلحين في صلاح الدين أو اللقاء بممثلين عنهم.
فيديوهات عمليات مسلحي حلب أهم من نتائجها!
تهتم المجموعات المسلحة في حلب وغيرها من المحافظات، بتصوير عملياتها العسكرية التي تشنها على مواقع الجيش العربي السوري على شكل مقاطع فيديو تبثها عبر وسائل الإعلام المساندة لها، وعلى شبكات التواصل الاجتماعي، بهدف إثبات حقيقتها على الرغم من مجافاة نتائجها الواقع، والهدف إرضاء وخداع الداعم الإقليمي وقبض شيكاته.
مصادر معارضة تؤكد أن الداعم الإقليمي لا يقتنع بادعاءات المسلحين وقادتهم الذين يبرزون انتصاراتهم يومياً في وسائل الإعلام من دون صدقية، لأنهم تمرسوا على الخداع وفنونه، حتى في أشرطة الفيديو المسجلة والتي تتلقفها وسائل إعلام الداعم والممول بلهفة محرجة في معظم الأحيان.
المتتبع لتسجيلات المسلحين بحلب يدرك تماماً زيف «انتصاراتهم» وإنجازاتهم العسكرية التي تتكرر بشكل دوري في ذات المكان وبتوقيت مختلف يتقارب مع إلحاح الداعمين وطلبهم بتحقيق خرق أو نصر قريب موعود تبعاً لمواقفهم وأجندتهم السياسية، لدرجة أن إحدى المجموعات المسلحة «حررت» إحدى نقاط الجيش العسكرية أكثر من 10 مرات في شهر واحد!
المصدر: الوطن
إضافة تعليق جديد