ميالة يعد بانخفاض الدولار بدءاً من الأسبوع القادم
أكد حاكم مصرف سورية المركزي أديب ميالة أن سعر الصرف يتعرض لهجمة شرسة منذ أربع سنوات، مبيناً أن تصعيد الهجوم على اقتصاد الوطن والليرة يوازيه من طرف آخر تصعيد الهجوم العسكري والمؤامرات، فكما تحاك المؤامرات على الصعيد العسكري والأمني تحاك المؤامرات على سعر صرف الليرة.
وفي تصريح للصحفيين عقب الجلسة الأسبوعية لمجلس الوزراء أوضح ميالة أن استيراد المازوت من القطاع الخاص أدى إلى زيادة الطلب على القطع الأجنبي خلال فترة قصيرة جداً لم يتحملها السوق، ولكن مع مرور الوقت بدأ السوق يمتص هذه الصدمة وبدأ سعر الصرف يعود إلى مركزه الحقيقي «واليوم سجل رقم 133 ولكن في الحقيقية هو أقل بكثير من هذا السعر ومصرف سورية المركزي لن يقف مكتوف الأيدي، وسوف يقوم بالتدخل بالشكل المناسب وفي الوقت المناسب لكي يعود سعر الصرف إلى المستويات التوازنية».
وأضاف ميالة: إن أدوات التدخل كثيرة جداً، ويمكن أن تكون من ناحية العرض على القطع الأجنبي، كما يمكن أن تكون من ناحية تقليص الطلب عليه. مشيراً إلى أن المصرف المركزي يقوم بخطوات عديدة سوف تظهر خلال فترة أسبوع حتى ثلاثة أسابيع، «وسوف نكمل هذه الإجراءات تدريجيا لكي نمتص هذه الصدمة وهدفنا أقل بكثير من السعر الموجود حالياً».
وأشار إلى أن سعر صرف القطع الأجنبي الذي سيحدده المصرف المركزي ليس ثابتاً، وهو مرشح للهبوط، كذلك السعر في السوق السوداء سوف يكون باتجاه الهبوط أيضاً. موضحاً أن سعر الصرف لتمويل القطاع العام والخاص وتمويل المستوردات أيضاً مرشح للهبوط الأمر الذي ينعكس إيجاباً على انخفاض الأسعار.
وأضاف: إن شراء النفط كان بأكثر من 15 مليوناً ولكن المستورد الذي استورد بـ15 مليوناً باع بضاعته، «ولنفرض دون ربح، سوف يقوم بتحويل الليرة السورية إلى قطع أجنبي إضافة للأرباح التي حققها سوف يتم تحويلها لقطع أجنبي لكي يرمم مراكزه بالقطع، ومن هذه الأرباح سوف يقوم باستيراد مواد أخرى، فيما بعد كل هذا وبفترة قصيرة جداً شكل ضغطاً على الليرة إذ الطلب أكثر بكثير من 15 مليوناً، قد يكون الطلب الأولي ولكن بشكل تراكمي يصل المبلغ إلى أكثر من 40 مليوناً».
وبيّن ميالة أن هناك عوامل مؤشرات تؤكد أن هناك تحسناً في قيمة الليرة السورية في الأيام المقبلة «ونستطيع القول إن عجلة الإنتاج بدأت تدور منذ أكثر من شهرين واليوم تسارعت نوعا ما».
وأضاف: «أيضاً هناك معامل بدأت تعمل وتنتج وهناك مراحل سوف يتحسن من خلالها سعر الصرف، حيث تبدأ المرحلة الأولى بإحلال الصناعات المحلية محل المستوردات وهناك منتج محلي سيحل محل ما نستورد من بضائع وفي مرحلة مقبلة أيضاً عندما يرتفع الإنتاج بشكل جيد سوف نقوم بالتصدير وسوف يكون هناك دعم للموارد القطع الأجنبي».
ولفت إلى أن هناك مضاربين على الليرة السورية يديرون عمليات المضاربة عن طريق مواقع وغرف مخصصة لذلك. مؤكداً أن كل المواقع الإلكترونية التي تتحدث عن سعر صرف الليرة السورية مرتبطة مع بعضها البعض ويجب إيقافها. مشيراً إلى أن هذه المواقع تعمل بشكل جدي ضد الاقتصاد السوري وضد صمود سورية «هذا الصمود الذي كان بالنسبة لكل دول العالم محط إعجاب، واليوم هذه المواقع للأسف يديرها بعض السوريين وعرب وأجانب، وكل هذه الأدوات مسخرة لضرب الليرة السورية والمضاربة على الليرة وهذا الملف موجود بين أيدي السلطات المختصة لمعالجة هذا الموضوع بشكل جدي».
وأشار إلى أن صمود الليرة تحقق بفعل استثمار مصرف سورية المركزي لصمود الجيش العربي السوري ومن ثم التفاف الشعب السوري حول قياداته وكل هذا ما كان ليحصل لولا القيادة الحكيمة.
المصدر: الوطن
إضافة تعليق جديد