ولادة مجرّة صغيرة من تصادم مجرتين

16-01-2015

ولادة مجرّة صغيرة من تصادم مجرتين

ولدت مجرّة صغيرة بجوار مجرّتنا عندما تصادمت مجرّتان أصغر منها حجماً.
ويمكن لهذا الاكتشاف أن يزيد من معارفنا حول المادة المظلمة التي تملأ الكون.
ويبدو أن مجرة صغيرة، أو «قزمة»، مجاورة لمجرّتنا قد تشكّلت نتيجة اندماج مجرتين كانتا أصغر حجماً من المجرّة الجديدة، وهي أصغر مجرّة «مركّبة» وجدت على الإطلاق.
وقد يشير هذا الاكتشاف إلى أن المجرّات البدائية للكون لا بد أنها كانت صغيرة نوعاً ما.
والأكثر من ذلك، ان هذه المجرة الصغيرة المولودة حديثاً توفّر مفتاحاً لحل لغز أعمق بشأن طبيعة المادة المظلمة في الكون، وهي مادة غير مرئية يبدو أنها تشكّل معظم الكون.
وهناك كثير من الدلائل على أن المجرّات الكبيرة تنمو عبر عمليات اندماج متكررة تجري عن طريق تصادم يضم مليارات من النجوم.
تقول أيوا لوكاس، من مركز «نيكولاس كوبرنيكوس» الفلكي في وارسو: «يصعب رصدها لأن الأجرام (في الفضاء) باهتة جداً».
ومع ذلك، ففي بداية العام 2014، استطاع فريق يقوده نيكولا أموريسكو، من جامعة كوبنهاغن، أن يستخلص دلالات اندماج سابق في مجرّة مجاورة يقرب عدد نجومها من 10 ملايين.
وتلك المجرّة الصغيرة هي واحدة من بضع عشرات تدور في فلك أقرب المجرّات الكبيرة لمجرتنا (درب التبّانة)، وهي مجرّات «أندروميدا».
وتعرف تلك المجرة الصغيرة باسم «أندروميدا - 2»، وقد نالت اهتمام علماء الفلك ورصدوها منذ العام 2012.
ولاحظ فريق آخر من هؤلاء العلماء أن نجوم تلك المجرة لم تتحرك بالشكل المعهود.
ويقول أموريسكو: «إنها تدور مثل سيجارة حول محورها الأطول وذلك أمر غريب جداً».
وما كان على أعضاء هذا الفريق إلا إعادة فحص مشاهدات وأرصاد سابقة.
وقد وجدوا ما يشبه دفقاً من نجوم تتحرك جميعها بنسق ضمن مجموعة «أندروميدا - 2».
ويعتقد أموريسكو أن الاندماج قد حصل عندما وقعت المجرتان الصغيرتان ضمن فلك الدوران نفسه حول مجرة «أندروميدا» الأكبر بكثير.
ويحتمل أن ذلك الاندماج حصل خلال الثلاثة مليارات سنة الماضية.
وتمكنت لوكاس وزملاؤها من التوصل إلى رواية يمكنها أن تفسّر تفاصيل ذلك الاندماج. وأجروا محاكــاة على الكومبــيوتر لتصادم مجرّتين صغيرتين.
ووجد الباحثون أنه يمكن لهذا التصادم أن يولّد مجرّة جديدة مركبة تدور حول نفسها مثل سيجارة، حيث تشير السيجارة إلى محور ذلك التصادم».
ولعل تفسير اندماج التحركات النجمية لمجرّة «أندروميدا - 2» يبدو «مقنعا جداً»، حسبما يقول كريستوفر كونسيليتشي، من جامعة «نوتنغهام» البريطانية.
ويرى كونسيليتشي أن هناك منفعة خفية من معرفة حجم أصغر المجرات المتولدة مباشرة من الغازات المضغوطة، عوضاً عن اندماج المجرات.
وينبغي لهذا أن يلقي الضوء على حقيقة المادة المظلمة التي تحيط بالكون.

(عن «بي بي سي»)

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...