تجميد الاشتباك يصل ريف دمشق دون وساطة دي ميستورا وفتح طريق دمشق بغداد
تداولت صفحات معارضة على فيسبوك عصر أمس وثيقة تتحدث عن التوصل لاتفاق بين السلطات السورية و«تجمع الشهيد م1 أحمد العبدو» التابع للجبهة الجنوبية في ميليشيا «الجيش الحر» يقضي إلى «تجميد الاشتباكات بين الطرفين على طريقي دمشق بغداد والضمير الرحيبة الجبل وإدخال مساعدات إغاثية إلى داخل الغوطة الشرقية وتسليمها تحديداً إلى المجلسين المحليين في منطقة المرج ومدينة زملكا.
وبدا لافتاً بالوثيقة التي حملت توقيع قائد «تجمع الشهيد م1 أحمد العبدو» العقيد الركن بكور السليم، أنها لا تحوي أي تاريخ محدد للبدء بتنفيذها ولا تاريخ عقد هذا الاتفاق، مع عدم الإشارة إلى موافقة القوى المعارضة الرئيسية في الغوطة الشرقية المتمثلة بالقيادة الموحدة بجناحيها الرئيسيين الجبهة الإسلامية التي يتزعمها زهران علوش والاتحاد الإسلامي لأجناد الشام بقيادة أبو محمد الفاتح، ولا لجيش الأمة الذي يتزعمه أحمد طه.
وفي أيلول الماضي وبعد شهر من إعلان تشكيل القيادة الموحدة في الغوطة الشرقية تحت زعامة علوش، أعلنت 9 فصائل معارضة في غوطة دمشق تشكيل «جيش الأمة» بقيادة أحمد طه، وقبلها بنحو 10 أيام أعلنت 10 كتائب وألوية معارضة تشكيل «فيلق عمر» في دمشق وريفها، بقيادة تجمع الشهيد الملازم أول أحمد العبدو.
وفي اتصال سواء مع جهات رسمية ذات علاقة بالمصالحات الوطنية، أو باللجنة الشعبية للمصالحات، لم يتم التأكيد أو نفي دقة وصحة الاتفاق الذي تضمن نصه أربع خطوات تتحدث الأولى عن «تجميد الاشتباكات بين الطرفين على طريقي دمشق بغداد وطريق الضمير الرحيبة الجبل»، وهي بذلك استخدمت ذات المصطلح الذي تبنته خطة المبعوث الأممي ستافان دي ميستورا لتجميد القتال في حلب، وينتظر مساعده رمزي عز الدين رمزي حالياً بدمشق الحصول على رد الحكومة عليه.
وتضمنت الوثيقة بما وصفته بالخطوة الثانية أن «يتحرك الطرفان لنزع الألغام كلا من جهته، على الطريقين المذكورين، ويتم تسليم (شهداء) الجيش للهلال الأحمر مقابل استلام مبلغ متفق عليه من قبل جابر موسى حصرا ويسلم في الرحيبة، ولا يحق لجابر موسى الضغط على أي جهة في المنطقة لتحصيل المبلغ»، دون أن توضح الوثيقة من هو جابر موسى ودوره في إنجاز الاتفاق.
وفي الخطوة الثالثة يتم «تجهيز الطريقين المذكورين معاً ليكونا صالحين لمرور الآليات، وهما طريق دمشق بغداد من قبل النظام، وطريق الضمير الرحيبة الجبل من لجنة من أهالي الضمير».
وفي الخطوة الرابعة يتم «فتح الطريقين بالتوقيت نفسه ودون حواجز للطرفين على الطريقين» على أن يتم بـ«موازاة ذلك وابتداء من افتتاح الطريقين إدخال المساعدات الغذائية والطبية للغوطة الشرقية بدءاً من اليوم الأول لسريان الاتفاق وافتتاح الطريقين»، على أن يتم تسليم هذه المساعدات «لأشخاص وهيئات نحددها نحن وهي المجلس المحلي لمنطقة المرج والمجلس المحلي لمدينة زملكا».
وبدا واضحاً من الفقرة السابقة الاستياء من قبل قيادة «فيلق عمر» لآلية توزيع المساعدات التي تدخل حالياً إلى الغوطة عبر الهلال الأحمر السوري والصليب الأحمر الدولي من حاجز مخيم الوافدين، بحيث تصل إلى مدينة دوما ويتحكم بتوزيعها علوش والمتحالفون معه، وقد دفعت هذه الآلية إلى خروج العديد من التظاهرات ضد علوش على أنه يساهم في تجويع المدنيين في الغوطة.
وتحتل منطقة المرج المشار إليها، مساحة واسعة من الغوطة إلى الجنوب الشرقي منها وتضم 27 بلدة وقرية معظمها حالياً تحت سيطرة المعارضة وأبرزها بلدة النشابية.
كما ينص الاتفاق على أن «يباشر النظام بإخراج المعتقلين من السجون حصراً لعامي 2012 و2013 بحيث يتم إخراج ما لا يقل عن 15 معتقلاً من كل مدينة وقرية في المنطقة كدفعة أولية على أن يشمل هذا الاتفاق القرى والمدن في 11 منطقة تم الاتفاق عليها»، وأن يتم «تحديد مهلة إطلاق المعتقلين في خمسة أيام لمعتقلي 2012 و15 يوماً لمعتقلي 2013»، وأن «يتابع إطلاق باقي المعتقلين خلال فترة لا تزيد على ثلاثة أشهر وبشكل مستمر»، إضافة إلى «إفراغ معملي البادية والمتحدة للإسمنت من أي مظاهر عسكرية مع تعهد طرفي النزاع بتحييدهما عن القتال».
وعلقت إحدى الصفحات المعارضة على «فيسبوك» بالقول إنه «من اللافت للانتباه أن الاتفاق نص على إفراغ معمل المتحدة للإسمنت ومعمل البادية الواقعين تحت سيطرة «الثوار»، من أي مظاهر عسكرية، علماً أن هذين المعملين يعتبران ذوي أهمية إستراتيجية كبيرة لحماية المنطقة التي تتميز أغلبية مناطقها بأنها صحراء مكشوفة»، وأضافت: «أمور كثيرة غير مفهومة في هذا الاتفاق وآمال كبيرة يعقدها أهالي الغوطة الشرقية للتخفيف من معاناتهم».
وتراوحت تعليقات المشاركين على صفحات المعارضة بين المشككة بإمكانية تنفيذ الاتفاق بسبب «استبعاد» القيادة الموحدة وجيش الأمة منه، وبين المرحبة به على خلفية وصول المدنيين في الغوطة الشرقية إلى «حالة الإرهاق من هذه الحرب التي لا منتصر فيها»، وبين من وسم بـ«الخيانة» تجمع أحمد العبدو لباقي فصائل الغوطة المقاتلة، الأمر الذي قد ينذر إلى نشوب اقتتال داخلي أو التدخل من قوى المعارضة الكبيرة للحيلولة دون تنفيذ الاتفاق كما حصل سابقاً في مصالحة مدينة المليحة، وبين من اعتبر أن الاتفاق يعني بصورة ما تضعضع جبهة المعارضة.
جانبلات شكاي
المصدر: الوطن
إضافة تعليق جديد