أجهزة المنازل الذكية.. أمان أم تهديد؟
تخيل نفسك بمفردك في المنزل، وفجأة تنار الأضواء، من دون أن تضغط على أي زر، ومن ثم تنطفئ، ومن ثم تضاء من جديد.
تحصل زوجة مؤسس شركة «سمارت ثينغز» (الأشياء الذكية)، جيف هاغينز، على هذا السحر دائماً. فزوجها يهوى التباهي بقدرته على التحكم بالأجهزة في منزله عن بعد، ومن ضمنها الأضواء.
ولكن فكرة المنازل الذكية تذهب إلى أبعد من التباهي.
ويقول هاغينز «إنها الطريق إلى راحة البال، يمكن التأكد إن كانت الأبواب مقفلة، أو اكتشاف ما إذا كان هناك تسرب مياه».
ويعتبر هاغينز أن شركته بإمكانها جعل التكلفة على المنزل اقل وأكثر ملائمة للبيئة، حيث أن هذا النظام يساعد على الحفاظ على الطاقة عبر الحد من الهدر، كإطفاء الأضواء عندما تدرك أجهزة الاستشعار أن لا أحد في المكان.
ويظهر المستقبل واعداً بالنسبة إلى الصناعة الذكية. في هذا السياق، يشير بيان شركة «نيكست ماركت» (السوق المقبلة) لأبحاث السوق إلى أن السوق الأميركية الذكية ستكبر ستة أضعاف، من 1.28 مليار دولار أميركي في العام 2014 إلى 7.8 مليارات في العام 2019. مبيعات الأقفال الذكية وحدها سوف تنمو من 66 مليون دولار إلى مليار دولار في السنوات الخمس المقبلة، بحسب الاستطلاع.
ويقدم عمالقة التكنولوجيا عروضات كثيرة، منها ما أعلنته شركة «آبل» عن خدمة «هوم كيت» الخاصة بها التي تخول أصحاب المنازل التحكم بكل الأجهزة الموصولة بالإنترنت في منازلهم، في حين اشترت «غوغل» شركة «نيست»، التي هي وراء أجهزة تنظيم الحرارة الذكية التي تراقب عادات مستعمليها، بهدف تدفئة أو تبريد المنزل حتى قبل أن يدرك أصحابه أنهم يرغبون بتغيير الحرارة.
وتتنبأ شركة التشغيل الآلي المنزلي «بيلكين» بعالم يتحكم فيه الأشخاص بكل شيء من خلال تطبيق واحد على هواتفهم. ويقول المسؤول في الشركة كيران هانون إن «معظم الأشخاص يستعملون هواتفهم الذكية اليوم كمنبه، فلما لا يبدأون اليوم بتحضير قهوتهم قبل الخروج من السرير؟».
هذه الشركة تنتج مفاتيح ضوء ذكية، قوابس ولمبات، كما تشاركت مع مصنّعي أجهزة المطابخ للسماح للمستعملين أن يطهوا عشاءهم وهم في طريقهم إلى المنزل.
ولكن مع كل سحر المنازل الموصولة بالإنترنت، هناك قلق من احتمال سوء استعمال «الداتا» (البيانات). قد تكون معلومات حميمة عن طريقة عيش الأشخاص قيمة للشركات الراغبة استهداف أشخاص معينين بمنتجاتهم.
وانطلاقاً من هنا، يواجه مؤسس «نيست» طوني فاديل هذا السؤال مراراً، خصوصاً بعدما لم تتردد «غوغل» بدفع 3.2 مليارات دولار مقابل شركته. «غوغل» تستعمل بيانات مستخدميها لجني المال، حيث تلاحق ما يبحث عنه الناس، وتستغله في الإعلان الموجه.
وفي هذا الإطار، يشير هاغينز إلى أنه في بعض الحالات، يرغب المستخدمون بمشاركة بياناتهم، في قضية اقتحام بيت مثلاً، من خلال تطبيق أمني يمكن أن يرسل تلقائياً إنذاراً إلى الشرطة. وفي سيناريو أقل رعباً، شركة للعناية بالحدائق تستطيع مراقبة رطوبة العشب، والتأكد من أن نظام الري يدور وينطفئ في الوقت المناسب.
من جهة أخرى، قد تكون إضاعة الهاتف المحمول أمراً مزعجاً، أما إضاعة الهاتف الذي يتحكم تقريباً بكل شيء في المنزل فقد تكون كارثية.
وألقى بحث أجرته مؤسسة «أي في تيست» الضوء على الفجوات الأساسية في الأمن، حيث النقص بالاتصالات المشفرة الذي يجعل النظام عرضة للفيروسات.
ويتوقع هاغينز مستقبلاً حيث يكون باستطاعة كل شخص شراء تطبيقات للمنازل الذكية مثلما يشتري تطبيقات للهاتف. ولكن هذا يعني أيضاً أن كل مصمم يستطيع ابتكار تطبيق، وبيعه من دون أي رقابة.
وعندما أعلنت «آبل» عن رؤيتها وصل أجهزة المنازل الذكية بخدمتي «البلوتوث» و»الواي فاي» (اللاسلكي)، أشارت إلى أنها لن تصنع منتجاتها الخاصة، بل ستتشارك مع مصنعي هذه الأجهزة وتزودها برقاقات «آبل»، مؤكدة أنها ستطلب منهم الامتثال للمستوى الأمني لمنتجاتها.
بالرغم من ذلك، تتنبأ شركة الأبحاث «أي في تيست» أن يكون الأمن الورقة الرابحة في هذه الصناعة.
(عن «سي أن أن» وورلد)
إضافة تعليق جديد