قرون "أحرار الشام" تتحطم على أسوار معامل الدفاع بحلب

09-10-2014

قرون "أحرار الشام" تتحطم على أسوار معامل الدفاع بحلب

في محاولة لفك الحصار الذي بدأ يشتد على المسلحين الموجودين داخل أحياء مدينة حلب، بعد سيطرة الجيش السوري على قرية حندرات في الريف الشمالي، شن مسلحون تابعون إلى "حركة أحرار الشام" هجوماً على قرية السفيرة شرق حلب، والتي تعتبر المركز الأول الذي انطلقت منه العمليات العسكرية في محيط المدينة قبل أكثر من عام، والذي أمّن طريق إمدادات للجيش وللمدينة التي عانت حصاراً خانقاً حينها، حيث تمكن المسلحون من التسلل إلى خمس قرى في محيط معامل الدفاع، إحدى أبرز النقاط العسكرية في المدينة، في محاولة للوصول إلى المعامل والسيطرة عليها.عائلة سورية نزحت من حندرات في خيمة في ريف حلب امس (رويترز)
وجاء في بيان نشرته "أحرار الشام"، مع بدء معركة أطلق عليها اسم "زئير الأحرار"، أن الهدف من الهجوم هو "تحرير معامل الدفاع في حلب عن طريق ثلاث مراحل: 1- ضرب ثلاث مناطق لقوات الجيش هي العدنانية والزراعة الفوقانية والزراعة التحتانية. 2- فتح الطريق لضرب معامل الدفاع وشل حركة المعامل، والذي تخرج منه الطوافات التي تلقي البراميل على حلب وإدلب وحماه، 3- اقتحام معامل الدفاع والسيطرة عليها، وبذلك يتم قطع خط الإمداد الرئيسي للجيش على حلب".
العملية التي بدأت فجر أمس، رافقها، كالعادة، ترويج إعلامي كبير من قبل الصفحات والمحطات المعارضة، حيث نشرت تلك الوسائل، بشكل متواتر، أنباء عن سلسلة انتصارات كادت تنتهي بسيطرة "أحرار الشام على معامل الدفاع"، إلا أن الوقائع على الأرض تختلف كثيرا عما جرى تداوله، وفق مصدر عسكري.
وشرح المصدر العسكري تفاصيل ما جرى قرب معامل الدفاع، موضحا أن الهجوم تم من الجهة الجنوبية، حيث تسلل مسلحو "أحرار الشام" إلى خمس قرى هي البرزانية والزراعة وباشكوي وبنان الحص وكفر عكار، مشيراً إلى أنه من هذه القرى تم استهداف معامل الدفاع بالقذائف الثقيلة والصواريخ، تسببت إحداها بإسقاط طوافة كانت في طور الإقلاع من داخل معامل الدفاع، قبل أن يرد الجيش بقصف عنيف على مواقع المسلحين.
وفيما لم تدر اشتباكات مباشرة بين الطرفين، استهدف الجيش السوري مواقع المسلحين، الذين ردوا بقصف مراكز تمركز الجيش، لعدة ساعات، قبل أن يبدأ المسلحون بالانسحاب تدريجيا من النقاط التي سيطروا عليها، وتتقدم وحدات من مشاة الجيش لتمشيط المناطق.
ولم يعرف حتى الآن الخسائر التي تسبب بها الهجوم، والذي وصفه المصدر بأنه "مباغت"، فيما ذكرت مصادر معارضة أن أحد قياديي "أحرار الشام" قتل خلال عملية الانسحاب. وبين المصدر أن وحدات الجيش السوري تقوم حاليا بتمشيط بعض المناطق، وتتقدم لاستعادة السيطرة على جميع النقاط التي تمكن المسلحون من الوصول إليها.
ووصف المصدر العملية التي نفذها المسلحون بأنها "انتحارية"، موضحاً أن القرى التي تسللوا إليها محاطة من جميع الجهات بنقاط للجيش السوري، وأن القوة الموجودة داخل معامل الدفاع كبيرة جداً. وقال "عندما كانت السفيرة خاضعة لسيطرة المسلحين، وجميع هذه القرى كانت تحت سيطرتهم بقيت معامل الدفاع صامدة، ومنها تم الانطلاق في العمليات، فكيف يتصورون انه يمكنهم الوصول إليها بعد كل هذه الانتصارات للجيش؟".
وعن سبب تنفيذ "أحرار الشام" هذا الهجوم، شرح مصدر معارض أن سيطرة الجيش السوري على قرية حندرات، وسعيه للوصول إلى "نقطة كاستيللو" وإطباق الحصار بالكامل على حلب يعني أن المسلحين في الداخل باتوا بحكم المنتهين، لذلك تسعى هذه الفصائل لفتح جبهات على أطراف المدينة، وشن هجمات مباغتة لتشتيت تركيز الجيش وسعياً لعدم إطباق الحصار، مؤكداً في الوقت ذاته أن مقاتلين من هذه الفصائل بدأوا ينسحبون تدريجيا من داخل المدينة قبل إطباق الحصار.

علاء حلبي

المصدر: السفير

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...