ليبيا: معارك للسيطرة على مطار طرابلس واجتماع لدول الجوار الليبي في تونس

14-07-2014

ليبيا: معارك للسيطرة على مطار طرابلس واجتماع لدول الجوار الليبي في تونس

تتعدد مشاهد الفوضى في ليبيا، من شرقها إلى غربها، ومن شمالها إلى جنوبها، منذرة بسيناريو تغيب فيه الدولة لمصلحة فصائل وميليشيات متناحرة، تحكم البلاد بشريعة السلاح. وآخر فصول هذه الفوضى ما شهده مطار العاصمة طرابلس أمس، حيث أدت المعارك بين المجموعات المسلحة للسيطرة عليه إلى وقوع سبعة قتلى على الأقل، و25 جريحاً، في وقت اجتمعت فيه دول الجوار الليبي في تونس لبحث السبل لمساعدة هذه الدولة للخروج من أتون الفوضى وتعزيز مؤسساتها المتهالكة.

وبدأ الهجوم الذي نفذه مسلحون علىتصاعد الدخان من محيط مطار طرابلس الدولي من جراء المعارك التي دارت أمس بين الميليشيات المسلحة للسيطرة عليه (رويترز) مطار طرابلس الدولي فجر أمس، إذ أفاد السكان بسماع دوي انفجارات في محيط المطار، فيما قال مصدر ملاحي إنّ "صواريخ انفجرت في محيط المطار حوالي الساعة الرابعة فجراً، وتلتها اشتباكات بين ثوار الزنتان (المسلحون الذين يسيطرون على المطار)، ومجموعات أخرى تريد طردهم".

ويسيطر "ثوار الزنتان"، الذين شاركوا في الثورة التي أطاحت النظام السابق على مطار طرابلس منذ سقوط العقيد الراحل معمر القذافي، كما يسيطرون على مواقع عسكرية عدة على الطريق المؤدية من المطار إلى العاصمة، فيما تبنّت الهجوم على المطار ما تسمى بـ"غرفة عمليات ثوار ليبيا" التي تضم ميليشيات إسلامية.

ونقلت وكالة "فرنس برس" عن مصادر ميليشيات إسلامية لم تذكر اسمها أنها كانت قد وجهت دعوات قبل الهجوم عبر شبكات التواصل الاجتماعي لـ"تحرير العاصمة من كتائب الزنتان"، المقربة من اللواء خليفة حفتر، فيما بثت قناة "النبأ" التلفزيونية مشاهد لسيارات عسكرية تحمل شعارات لفصائل من مدينة مصراتة. كما ذكرت القناة ان الميليشيات التي شنت الهجوم على المطار تطلق على نفسها اسم "قوة حفظ أمن واستقرار ليبيا".

وأدت المعارك التي دارت أمس في محيط مطار طرابلس الدولي إلى إغلاقه كلياً، وإلغاء جميع الرحلات منه وإليه، في وقت أفاد مصدر ملاحي بأن "الرحلات علقت في مرحلة أولى قبل أن توجه السلطات الملاحية مذكرة لشركات الطيران لإبلاغها بإغلاق المطار لمدة ثلاثة أيام".

ونقلت وكالة الأنباء الليبية مساء أمس عن وزارة الداخلية دعوتها "الأطراف المتقاتلة" في محيط مطار طرابلس إلى "وقف الاقتتال فوراً"، فيما أفاد مصدر طبي عن وقوع سبعة قتلى وإصابة 25 آخرين".

وبالتزامن مع المعارك الدائرة بين الميليشيات للسيطرة على مطار طرابلس، عقد وزراء خارجية دول جوار ليبيا أول اجتماعاتهم أمس في مدينة الحمامات جنوب العاصمة التونسية لبحث التطورات الراهنة في ليبيا، والمساعدة على إيجاد حل للأزمة الدائرة في البلاد، في غياب وزير الخارجية الليبي محمد عبد العزيز الذي تعذر وصوله إلى تونس "بسبب إغلاق مطار طرابلس"، بحسب ما أعلن مسؤول رفيع في الخارجية الليبية، مضيفاً أن "سفيرنا في تونس محمد المعلول سيمثل ليبيا في الاجتماع".

وجاء في بيان لوزارة الخارجية التونسية أمس أن "المجتمعين سيبحثون في التطورات الراهنة في ليبيا ويتبادلون وجهات النظر حول سبل وأوجه الدعم التي يمكن أن تقدمها دول الجوار لكل الجهود والمبادرات الليبية من أجل إرساء حوار وطني ليبي، واستكمال تحقيق العدالة الانتقالية، وتعزيز مؤسسات الدولة ومسار الانتقال الديموقراطي في ليبيا في كنف الأمن والاستقرار".

يذكر أن الاجتماع سيضم إلى جانب وزير الخارجية التونسي المنجي حمدي، والسفير الليبي في تونس، وزراء خارجية مصر والسودان والجزائر وتشاد والنيجر وممثلين عن الجامعة العربية والاتحاد الأفريقي.

وفي سياق متصل، أعربت وزارة الخارجية الأميركية أمس عن خشيتها من أن يصبح النزاع في ليبيا "معمّماً"، داعية البرلمان الجديد إلى الاجتماع "في أسرع وقت ممكن".

وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية جين بساكي إن "الولايات المتحدة قلقة جداً من العنف في ليبيا والمواقف الخطيرة التي قد تفضي إلى نزاع معمم"، مضيفة: "نؤكد دعمنا للعملية الديموقراطية في ليبيا، وندعو الأطراف إلى تشكيل مجلس النواب الجديد في أسرع وقت ممكن".

وكالات

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...