الكوب الأخضر
يرمي الأميركيون 50 مليار كوب قهوة ورقي في مكبات النفايات سنوياً، فهم مهووسون بشراء قهوتهم الصباحية في كل صباح من المحلات الشهيرة المنتشرة فروعها في كل حي من أحياء البلاد الشاسعة.
وإذا وضُعت هذه الأكواب جنب بعضها البعض، فيمكن أن تشكل خطاً قادراً على الوصول والعودة إلى بقاع بعيدة، ولا نبالغ إذا قلنا إنها قد تصل إلى القمر.
ولكن ما لا يعرفه كثيرون في الولايات المتحدة وخارجها، هو أن هذه الأكواب الورقية، بغالبيتها غبر قابلة لإعادة التدوير، لأنها بمعظمها مصنوعة من الورق المقوى مع طبقة رقيقة من البلاستيك تلصق بإحكام إلى الكوب، للحفاظ على سخونة المشروب ومنع تبلل الورق بالسائل، وأضف إلى ذلك أن معظم حامليها يرمونها في الشارع أو يضعونها في مكان ما على الطريق، ما يصعب على الشركات الخاصة حصرها وإعادة تدويرها عن طريق إزالة طبقة البلاستيك عنها، والتي تشكل عملية مكلفة.
وأظهر تقرير صادر عن مجموعة استهلاكية بريطانية في العام 2011، أن ثمانية من أصل كل 10 أشخاص في بريطانيا، يعتقدون أن أكواب القهوة المصنوعة من الورق المقوى، يمكن إعادة تدويرها، فيما تحث الحملة التابعة للمجموعة حالياً تجار التجزئة على توفير معلومات أكثر وضوحاً بشأن إعادة التدوير.
ولهذا السبب، وجد المصمم البريطاني مارتن مايرسكوف حلاً بديلاً لجعل عملية إعادة تدوير أكواب القهوة الشهيرة أكثر سهولة.
ويوفّر كوب القهوة "الأخضر" والصديق للبيئة والذي ابتكره مايرسكوف، حلاً جيداً للحريصين على البيئة.
وحول اختراعه، قال المصمم البريطاني "عدنا خطوة إلى الوراء، ما سنقوم به هو صناعة كوب من الورق المقوى، من دون أي مواد بلاستيكية، ووضع بطانة بلاستيكية عليه بعد ذلك"، مضيفاً أن "المستهلك لن يشعر بأي فرق، فالمذاق هو ذاته، تماماً كالشكل، ولكن بدلاً من رمي الكوب في مكب النفايات العامة، أصبح بالإمكان وضعه في مكب لإعادة التدوير".
وتعقد شركة مايرسكوف محادثات حالياً مع سلسلة من المقاهي الشهيرة في العالم من أجل اعتماد التكنولوجيا الجديدة، فيما أشاد نشطاء بيئيون بالابتكار الجديد الذي "يتماهى مع استدامة الأعمال التجارية، ويقدم إلى المستهلكين خياراً أفضل لشراء المشروب المفضل لديهم".
(عن "سي أن أن")
إضافة تعليق جديد