شركات صرافة تنتقي زبائنها وسط تباين في الأسعار

21-04-2014

شركات صرافة تنتقي زبائنها وسط تباين في الأسعار

انخفض سعر صرف الدولار أمس مقابل الليرة السورية إلى قرابة 160 ليرة سورية في تعاملات السوق السوداء، وحافظ القطع الأجنبي تقريباً على سعر صرف مستقر نوعاً ما خلال الأيام الماضية، ساعد في ذلك حسب ما أفادتنا بعض شركات الصرافة فترة العطلة التي استمرت 4 أيام.

ويجتمع المصرف المركزي اليوم مع شركة الصرافة بغرض التدخل مجدداً في سوق القطع الأجنبي، وفي الوقت الذي سمح فيه المركزي لشركات الصرافة في جلسة التدخل السابقة بالاحتفاظ بنسبة 20% من الحوالات الواردة إليها، فإن بعض شركات الصرافة التي جالت عليها خلال نهاية الأسبوع لم تعكس النتائج الإيجابية لهذا الإجراء على السوق بالشكل الصحيح، فبعضها يؤكد أن النسبة المذكورة ليست لأغراض بيعها للمواطنين تحت أي عنوان سواء للادخار أم للحاجات الشخصية أم للسفر ولكنها لأغراض تجارية حصراً، في حين أن بعض الشركات تبيع المواطنين وعلى الهوية ما لا يزيد على 100 دولار فقط وبأفضل الحالات فإن البيع لا يزيد عن 200 دولار وبأسعار تختلف بمعدل ليرة أو اثنتين بين شركة وأخرى، وتطلب من المواطنين الانتظار إلى حين انعقاد جلسة التدخل القادمة للحصول على سعر أقل، والملاحظ أن الكثير من الشركات تبيع القطع لمواطنين دون غيرهم، فتقول لواحد فور دخوله الشركة يوجد قطع وللآخر لا يوجد وحسب معايير انتقاء غير معروفة.

وفي هذا الصدد يقول الأستاذ في كلية الاقتصاد الدكتور عابد فضلية: حينما قال المركزي بأنه يضخ 20 مليون دولار، فهل هدفه من ذلك تخفيض سعر الدولار لفترة محدودة، ليعاود ارتفاعه مجددا؟ وفي هذه الحالة فإن كل الأموال التي ضخها بالسوق في حالة ضخها فعلاً عبارة عن هدر يذهب لمصلحة المضاربين، وهو ليس أكثر من هدية إلى السوق السوداء ما لم يكن التدخل مراقباً.

وأكد أن التدخل يتم عبر أقنية ضيقة جداً متمثلة بشركات الصرافة التي تبيع «للوجوه التي تروق لها»، في حين أن الأسلوب السليم هو التدخل عبر الأقنية الرسمية متمثلة بالمصارف العامة أو الخاصة والتي لا تمكنها استغلال الناس، أضف إلى ذلك فإن آلية التدخل وطريقته وزمانه خاطئة، وأيضاً فإن سعر تمويل المستوردات عند دولار بـ 162 ليرة مبني على سعر السوق السوداء وليس على سياسة نقدية، إذ لا يفترض اللجوء إلى هذا السعر، لأن البنك المركزي يؤكد بذلك أن سعر السوق السوداء حقيقي.

في السياق ذاته بيّن متخصصون في أسواق المال أن انخفاض الدولار قرب 160 ليرة سورية قبل بدأ جلسة التدخل الحقيقية التي ستعقد اليوم؛ إنما يدل بشكل جلي على سيطرة المضاربات على السوق، وهذا ما كان متوقعاً مذ تخطى الدولار حاجز 170 ليرة، حيث كانت السوق ترتقب الهبوط بأي لحظة، وخروج المضاربين، بعضهم رابحاً، وآخر محملاً بالخسائر.

وهنا يأتي قيام المركزي بضخ الدولار عبر شركات الصرافة للمواطنين لضبط السوق عند الأسعار التي يستهدفها، مع ضرورة تعديل أسعار تمويل المستوردات في حال هبط السعر إلى 150 ليرة كما صّرح حاكم مصرف سورية المركزي مؤخراً، لأن الإبقاء على سعر 162 ليرة للدولار من أجل تمويل المستوردات لا يفيد بشيء إلا جعل الهبوط في دولار السوق السوداء مؤقتاً.

مع التأكيد على غياب أية عوامل أساسية من اقتصادية أو سياسية تبرر ارتفاع الدولار خلال الأيام الماضية، حيث يعزى البطء في الارتفاع اليومي إلى غياب الطلب في السوق، وسيطرة الحذر على التعاملات، تحت أثر الخسارات السابقة التي حصلت عندما ارتفاع الدولار أكثر من مرة خلال فترة الأزمة، ثم عودته سريعاً للهبوط، ما سبب خسائر للشريحة الأكبر التي اندفعت ودخلت السوق للمضاربة.

المصدر: الوطن

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...