رجل آلي لإنقاذ العراق من السيارات المفخخة

18-01-2014

رجل آلي لإنقاذ العراق من السيارات المفخخة

بحثاً عن وسيلة لمواجهة شبح الموت اليومي بالسيارات المفخخة في بلده، تمكن الشاب العراقي هيثم عبد الكريم من تصنيع رجل آلي من بقايا السيارات الملغمة، يستطيع الكشف عن المتفجرات في دائرة قطرها 50 متراً، كما يقوم بتفكيكها، خصوصاً في ظل فشل غالبية أجهزة الكشف عن المتفجرات، التي تستخدمها القوات الأمنية العراقية.
الروبوت يستعرض مهاراته
 بخبرة ومهارة كبيرتين انشغل هيثم عبد الكريم بتوجيه الروبوت الذي ابتكره، من خلال جهاز التحكم عن بعد، ليكشف عن أهمية ابتكاره للمشاهدين، الذين تجمعوا حوله، وهو يقوم بحركات استعراضية في احد أجنحة معرض بغداد الدولي نهاية العام الماضي.
ويقول عبد كريم إن "حكايتي مع تصنيع الروبوتات تعود إلى العام 1995، عندما قمت بصناعة أول روبوت، تجلت وظيفته في مساعدة ربات المنازل في التنظيف وحمل الحاجيات وتحريكها".
ومن ثم طور عبد الكريم اختراعه شيئاً فشيئاً إلى أن صنع روبوتاً مهمته الكشف عن المتفجرات، ويشرح أنه "بعدما نُزفت دماء بريئة كثيرة على ارض بلدي خلال العقد المنصرم، وخاصة مع الكفاءة المحدودة للأجهزة الحكومية للكشف عن المتفجرات طورت رجلاً آلياً يمكنه كشف المتفجرات والقيام بتفكيكها".
روبوت من حديد ملغم
 وعن المواد التي استخدمها في صناعة الروبوتات، يوضح عبد الكريم أنه يجمع مواد الروبوت من الخردة وبقايا الحديد الناتجة عن الانفجارات، مضيفاً "أقوم بإعادة تدوير هذه المواد لأصنع منها رجالي الآليين... وتبلغ تكلفة الروبوت الواحد نحو 3,500 دولار".
أما حول الوظائف التي يقوم بها "فضل 1"، وهو الاسم الذي أطلقه عبد الكريم على اختراعه، فيقول إن "هذا الروبوت قادر على كشف المتفجرات من خلال التحكم به عن بعد في دائرة قطرها 50 متراً. فهو مزود بكاميرات فيديو متطورة ودقيقة موصولة بشاشة مراقبة، بالإضافة إلى ذراع لرفع المتفجرات وتفكيكها".
ومن الخصائص التي تميز "فضل 1" أنه يعمل بالطاقة الشمسية ولا يتأثر بتغير درجات الحرارة والأمطار، كما أن "نظامه غير قابل للاختراق لأنه صعب البرمجة، في حين تتميز طريقة استعماله بالبساطة"، بحسب عبد الكريم.
استعداد حكومي لدعم الكفاءات
 ويأتي هذا الإختراع في وقت كثر فيه الحديث عن غياب الدعم الحكومي والجهات المعنية للمواهب والكفاءات العراقية. وتعتبر دائرة البحث والتطوير الصناعي التابعة لوزارة العلوم، الجهة الرسمية المسؤولة عن دعم الكفاءات العراقية ومنح براءات الاختراع.
وفي هذا السياق، يقول المدير العام لدائرة البحث والتطوير الصناعي عماد رؤوف إن دائرته على استعداد كامل لدعم مشروع عبد الكريم.
وعن طبيعة الدعم الذي تقدمه الدائرة، يشير رؤوف إلى أن الوزارة "تدعم المبدعين باستمرار سواء كان ذلك من خلال القيام بالدراسة العلمية لتطوير الفكرة، أو مادياً بهدف توفير المستلزمات الحديثة التي قد تفتقر إليها الفكرة".

السفير نقلاً (عن "دويتشه فيلله")

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...