قوات سلفاكير تخوض معارك ضارية لاستعادة بور
غداة استعادة جيش جنوب السودان السيطرة على بانتيو عاصمة ولاية الوحدة النفطية، اندلعت اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية والمتمردين أمس، في محيط مدينة بور عاصمة ولاية جونقلي، في حين عاد وسطاء شرق أفريقيا إلى جوبا للقاء الرئيس سلفاكير ميارديت وخصمه رياك مشار كل على حدة.
وعاد وفد وسطاء دول الهيئة الحكومية للتنمية في دول شرق أفريقيا (إيغاد) إلى جوبا مجدداً أمس، حيث أجرى مشاورات مع سلفاكير. وقالت مصادر مطلعة لـ «الحياة» إن الوفد طرح أفكاراً ومقترحات جديدة لتحريك جمود محادثات أديس أبابا المتوقفة منذ ستة أيام بسبب ترتيبات تتعلق بإطلاق المعتقلين المتحالفين مع مشار ووقف النار.
وقال الناطق باسم المتمردين يوهانس موسى، إن ترتيبات لقاء وفد الوسطاء مع مشار اكتملت، موضحاً أنه سيُعقد في إحدى المناطق التي تسيطر عليها قوات الأخير في ولاية جونقلي الإستراتيجية إلى الشمال من جوبا.
وكشف موسى أن حكومة الجنوب وافقت على عقد لقاء الوسطاء مع مشار. ورأى أن فشل الوسطاء بإقناع سلفاكير بالإفراج عن المعتقلين أدى إلى جمود المفاوضات في أديس أبابا. وأضاف: «الوسطاء يريدون منا أن نوقع اتفاقاً جزئياً لوقف العدائيات، ونحن ما نزال متمسكين بإطلاق المعتقلين أولاً قبل التوقيع على أي اتفاق».
وكان وفد وسطاء «إيغاد» غادر جوبا الأربعاء الماضي بعد لقاءين مع سلفاكير، من دون الحصول على تعهد منه بإطلاق المعتقلين الذين رفضوا نقل المحادثات إلى جوبا لضمان مشاركتهم وعودتهم إلى المعتقل.
من جهة أخرى، أعلن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أنه طلب إلى سلفاكير الإفراج عن المعتقلين السياسيين. وقال: «اتصلت بالرئيس سلفاكير مرة أخرى الخميس وطلبت منه بإلحاح أن يبدي مرونة ويتحلى بحس القيادة عبر الإفراج فوراً عن المعتقلين السياسيين». ورأى أن «جنوب السودان على مفترق طرق، هذه الأزمة لا يمكن حلها إلا عبر طاولة المفاوضات وأطلب بإلحاح من الطرفين التفاوض بحسن نية». وأعلن بان أيضاً أن أحد مساعديه المكلفين حقوق الإنسان، إيفان سيمونوفيتش سيتوجه «في نهاية هذا الأسبوع إلى جنوب السودان لمراقبة أي انتهاكات» لهذه الحقوق.
ولم يغير مشار موقفه رغم فقدانه السيطرة على مدينة بانتيو أول من أمس، بل تعهد بالدفاع عن بور. وقال: «سنستمر في القتال وسنواصل معركتنا».
في المقابل، ذكرت حكومة الجنوب أنها عبأت آلاف الجنود لسحق التمرد، في حين تواصل عبور آلاف المدنيين منطقة النيل الأبيض هرباً من المعارك في محيط بور.
وأكد متحدث عسكري باسم مشار أنه رغم سقوط مدينة بانتيو لا يزال المتمردون يسيطرون على المنطقة التي تضم المنشآت النفطية.
أما في الخرطوم، فأعلنت الحكومة أن كتيبة مقاتلة تابعة لمشار يقودها ضابط برتبة عميد سلمت نفسها إلى السلطات بكامل عتادها بعد عبورها إلى داخل السودان قرب مدينة هجليج المنتجة للنفط.
النور أحمد النور
المصدر: الحياة
إضافة تعليق جديد