جوبا: اتفاق هدنة هش مشار مصمم على القتال

توصل الطرفان المتنازعان في جنوب السودان إلى اتفاق مبدئي هش على وقف العمليات العسكرية برعاية أفريقية، وذلك مع انتهاء المهلة التي منحها الأفارقة لهما، والتي ترافقت مع تهديد بإلحاق الهزيمة بقوات نائب الرئيس السابق ريك مشار إذا لم يوافق على وقف إطلاق النار.
وأعلنت «الهيئة الحكومية للتنمية لدول شرق افريقيا» (ايغاد) في بيان أنه «اتفق الرئيس (الجنوب سوداني) سلفا كير والدكتور ريك مشار على وقف للعمليات العسكرية وتعيين مفاوضين للتوصل إلى اتفاق لوقف اطلاق النار منفذ ومراقب». ولم تتضح تفاصيل عن توقيت سريان وقف اطلاق النار.
واعتبر المبعوث الأميركي إلى السودان وجنوب السودان دونالد بوث أن التزام الطرفين بإرسال مفاوضين «خطوة أولى مهمة» للتوصل إلى تسوية.
وأكد وزير خارجية جنوب السودان بارنابا ماريال بنجامين إرسال وفد إلى اثيوبيا للتفاوض، إلا أنه أكد على استحالة أن يكون الحل في أن يتشارك كير السلطة مع مشار.
ومن جهته، قال مشار إنه ارسل وفدا للتفاوض باسمه في اديس ابابا، إلا أنه استبعد وقف اطلاق النار على الفور، على اعتبار أنه ينبغي ان يخضع «للتفاوض»، وحتى ذلك الحين فإن المتمردين سيواصلون القتال.
واوضح مشار ان «قواتنا ما زالت تسير نحو جوبا (عاصمة جنوب السودان)، وليس هناك وقف لاطلاق النار حاليا»، مشيراً إلى أن المتمردين استعادوا السيطرة على مدينة بور، كبرى مدن ولاية جونقلي؛ الأمر الذي نفاه المتحدث باسم الجيش الجنوب سوداني فيليب اغوير، مشدداً على أن المعارك «لم تنته» في المدينة، التي فر منها 70 ألفاً، بحسب منظمة «أطباء بلا حدود».
وأكد مشار أنه غير مستعد للقاء مباشر مع كير حالياً، وتابع: «هذا رهن بمسار المفاوضات... سأرى لاحقاً، عندما تؤدي المفاوضات الى وقف لاطلاق النار. المسألة اذاً رهن بحصول (وقف اطلاق النار) وتوقيته». واضاف: «لم نطلب هذه المعركة، لقد فرضت علينا».
ويشمل الوفد، الذي ارسله مشار الى اديس ابابا، ريبيكا غارانغ، السياسية النافذة من اتنية الدينكا التي تحظى باحترام واسع وارملة زعيم التمرد الجنوبي اثناء الحرب الاهلية جون غارانغ، فضلاً عن الحاكم السابق لولاية الوحدة النفطية تابان دينغ غاي، ونائب الحاكم السابق لولاية جونقلي حسين مار.
وكرر مشار المطالبة بالافراج عن حلفائه الموقوفين منذ اسبوعين، لا سيما الامين العام السابق للحزب الحاكم باقان اموم.
ولكن كير اكد انه لا يمكن الافراج عن هؤلاء المعتقلين الا بعد اتباع المسار القضائي العادي.
وفي مقابلة مع هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي)، استبعد كير اي تقاسم للسلطة مع المتمردين من اجل وضع حد لـ«الحرب العبثية» في بلاده، مؤكداً رغبته في حل النزاع بـ«الطرق السلمية». واعتبر كير أنه «لا يجب مكافأة مشار على تمرده»، مضيفا: «اذا اردت السلطة لا يجب عليك ان تتمرد لتحصل عليها. يجب ان تتبع الطريقة السلمية».
واكد كير انه لم يأت الى الحكم «عن طريق الانقلاب العسكري ولكن عن طريق الانتخابات»، متسائلاً» «لماذا لم ينتظر (مشار) ليمر بالعملية نفسها؟... ان فاز في الانتخابات فسيتسلم عندئذ مقاليد الحكم».

وكالات