جنوب السودان: وقف جهود السلام وسط استنفار عسكري
توقفت جهود السلام أمس في جنوب السودان، بينما لم تبدأ محادثات السلام بين الرئيس سلفاكير ميارديت ونائبه السابق رياك مشار، في وقت تتهم فيه جوبا مشار بحشد الآلاف المقاتلين من أفراد قبيلته «النوير»، بما يهدّد البلاد بحرب أهلية بين القبائل.
وبدت الأوضاع هادئة خلال نهاية الأسبوع، فيما جددت حكومة جنوب السودان أول من أمس اتهامها لنائب الرئيس السابق، بتعبئة آلاف الشباب المسلحين لمهاجمة مواقعها.
وقال وزير الإعلام المتحدث باسم الحكومة، مايكل ماكوي، لوكالة «فرانس برس» إن «رياك يجنّد شبانه من قبائل النوير، بأعداد تصل الى 25 الفاً... ويريد استخدامهم لمهاجمة الحكومة» في ولاية جونقلي (شرق). وأضاف أن «بإمكانهم المهاجمة في أي وقت. نحن في حال استنفار لحماية المدنيين»، مضيفاً: «ما لم يتجاوب رياك مشار لدعوة وقف إطلاق النار.. فأنا لا أعتقد أن جوبا ستكون على استعداد للجلوس معه» لمناقشة هذا الأمر. وهدد بأن القوات الحكومية ستهاجم المعقل الرئيسي للقوات المتمردة إذا قوبل بالرفض عرض الحكومة لوقف إطلاق النار. وذكر أن القوات الحكومية طردت المتمردين من بلدة مايوم في ولاية الوحدة أول من أمس، وتستعد للتقدم نحو بنتيو على بعد 90 كيلومتراً وهي عاصمة ولاية الوحدة وآخر العواصم الإقليمية الخاضعة لسيطرة قوات مشار.
وقال ماكوي لوكالة «رويترز» عبر الهاتف من العاصمة جوبا، إن القوات الحكومية ستخرج مشار من بنتيو إذا لم يقبل وقف إطلاق النار.
ووفقاً للقائم بأعمال حاكم جونقلي، اوغاتو تشان، فإن عاصمة ولاية جونقلي بور، تبدو رغم ذلك «هادئة».
وقال لـ«فرانس برس» إن النوير موجودون على بعد 110 كيلومتراً ويستعدون للزحف باتجاه المدينة، مؤكداً مع ذلك أنه واثق في ان الجيش الذي «أخذ مواقعه» على استعداد «لصدّهم».
ورد المتحدث باسم المتمردين، موسى رواي، مؤكداً ان مشار «لا يعبئ قبيلته»، لافتاً الى ان الشبان المذكورين هم جنود في الجيش قرروا طوعاً حمل السلاح ضد الحكومة.
وتأتي هذه الاتهامات في وقت ناشد فيه قادة دول السلطة الحكومية للتنمية (ايغاد) المنظمة التي تضم بلدان القرن الافريقي وشرق افريقيا الجمعة الماضي كير ومشار التحاور ووقف القتال قبل 31 كانون الاول.
والمعروف ان إثيوبيا تقوم بدور وساطة على رأس دول شرق افريقيا لوقف القتال في الدولة حديثة الولادة.
ومنذ عدة ايام تفيد معلومات عن اعمال عنف واغتيالات وعمليات اغتصاب ومجازر ذات طابع قبلي، حيث أكد الأمين العام للامم المتحدة، بان كي مون، أمس، من جديد ضرورة محاسبة المسؤولين عن الانتهاكات في جنوب السودان. وقال المتحدث باسم بان، في بيان من نيويورك، إن «جميع اعمال العنف والاعتداءات وانتهاكات حقوق الانسان يجب ان تتوقف فوراً».
وكالات
إضافة تعليق جديد