3 أغان وعصا وشاربان على مدى 30 عاماً!
أي طاقة على احتمال التكرار والروتين يملكها المغني طوني حنّا الذي يؤدي منذ ما لا يقلفهي واحدة فقط «لا عيوني غريبة». في المجموع هي ثلاث أغانٍ على الأكثر «يحتفل» طوني حنا بها هنا وهناك وهنالك ويتحدث عنها كأنها روائع أو خوالد أو ما شابه من الصفات العالية.
واذا كانت حياة حنّا هي غربة عن الوطن في الأعم في الولايات المتحدة وكندا، وأحياناً قليلة عودة الى لبنان، فإن الترحال كان ينبغي أن يؤدي به الى التجديد المستمر لا الى «الاستقرار» الفني، وكان يفترض بالحفلات الفنية التي يحييها أن تدفع به الى «منازلة» زملائه اللبنانيين، تحديداً النجوم الذين كانوا ولا يزالون منذ زمن بعيد يحيون الحفلات الفنية الكثيرة ويلتقون جمهور الجاليات العربية في المهجر ويطوّرون علاقتهم به عبر تطوير التجربة الفنية وإنتاج الأغاني والألبومات والفيديو كليبات التي تنشر الصوت والصورة، لكنه (أي طوني حنا) كما يبدو، آثر الاكتفاء بما عرف عنه من هاتين الأغنيتين تضاف اليهما تلك الثالثة ولا شيء آخر، فأينما حلّ تحل الثلاث معه غناءً، وكلاماً عنها، وهكذا... الى أن بات وجوده في أي مكان وجوداً له ولها.
لم يُعرف عن طوني حنا أنه قليل الحيلة المادية ليقصِّر عن «شراء» أغانٍ جديدة. ولم يعرف عنه أيضاً أنه كسول ومهمل. فلماذا اذاً هذا الركود الغريب؟ هل غياب شركة انتاج «ترعى عمله هو السبب؟ أم أن ثمة شركات ترغب في العمل معه لكنه لم يقصدها؟
هناك عدد كبير من الأسئلة يطرح نفسه على من يبحث عن خلفيات اكتفاء طوني حنا بثلاث أغانٍ يعيدها ويكررها ثم يعود فيعيدها ويكررها، ولا جواب إلاّ اذا كان سهلاً على البعض تقبّل أعذار من مثل ان الاكتفاء بأغانٍ معدودة أفضل من تقديم أغانٍ جديدة قد لا تجد انتشاراً، أو مثل أن الساحة الفنية تغصّ بالمغنين وقد ضاع «الصالح بضهر الطالح» أو ما شَاكَلَ من الأفكار التبريرية الهشة!
ثم أن هناك العصا التي يحملها طوني من خلال أدائه أغانيه على المسرح. انها مشكلة، اذ يمكن أن يقتنع المشاهد بأن أغنية معيّنة تحتاج الى عصا... (لمن عصا من المستمعين مثلاً!) نظراً الى تضمينها كلمات أو تعابير «مناسبة» للعصا، أو نظراً الى طبيعتها الفولكلورية الراقصة، أما أن تستقرّ العصا في يد طوني على المسرح في كل أغنية، وفي كل حفلة من أولها الى آخرها، وحتى في كل مقابلة تلفزيونية، فذلك مثار استغراب جدّي لا نجد له تفسيراً منطقياً.
يكاد طوني حنا يختصر نفسه بثلاث أغانٍ وعصا وشاربين طويلين. الطلّة قد تكون طيبة ومحببة لكنها تُدخل نفسها في الجمود بسبب غياب الحلم في أكثر من ذلك، ونكرر: على مدى ثلاثين عاماً!
بلى... لقد «أضاف» الى ذلك قبعة أميركية!
عبد الغني طليس
المصدر: الحياة
إضافة تعليق جديد