«الإخوان» إلى التفاوض مع هيكل بهدف الانخراط في «خريطة المستقبل»

19-09-2013

«الإخوان» إلى التفاوض مع هيكل بهدف الانخراط في «خريطة المستقبل»

«الإخوان يبحثون عن مخرج»... هذا هو الانطباع العام الذي ساد في الحلبة السياسية في مصر، بعد اللقاء المفاجئ والغامض الذي جمع الكاتب الكبير محمد حسنين هيكل، عصر أمس الاول، بقياديين بارزين في «الإخوان المسلمين»، وأثار تساؤلات عدّة بشأن مدى استعداد التحالف المؤيد للرئيس المعزول محمد مرسي للتفاوض مع السلطات الانتقالية والانخراط في «خريطة المستقبل»، بعدما وصلت تحركاته في الشارع إلى حائط مسدود.
وبينما كان مسؤولو وزارة التضامن الاجتماعي يتداولون لتحديد موعد اعلان حل جماعة «الاخوان المسلمين»، كان هيكل يجتمع في منزله بالقياديين في «حزب الحرية والعدالة» و«التحالف الوطني لدعم الشرعية ورفض الانقلاب» محمد علي بشر وعمرو دراج، وذلك لتبادل وجهات النظر بحسب ما جاء على الموقع الإلكتروني للحزب الذي يعد الذراع السياسي لـ«الإخوان». قوات الأمن المصرية تنفذ انتشاراً في قرية دلجا في صعيد مصر، أمس (ا ب ا)
القياديان «الإخوانيان» اكتفيا بالتصريح لموقع «حزب الحرية والعدالة» عن حيثيات اللقاء الذي جمعهما بهيكل، وامتنعا عن الحديث إلى أي وسيلة إعلامية عمّا
دار خلاله، لكن وسائل الإعلام المصرية حفلت بتسريبات من هذا المصدر أو ذاك عن اللقاء، الذي وضعه المراقبون في إطار «جس النبض»، والذي تباينت المواقف إزاءه، خصوصاً في صفوف «الإخوان المسلمين».
ويعتبر هذا الاجتماع الاول بعد «ثورة 30 يونيو» بين قيادات من «الإخوان» وأي من الشخصيات السياسية المصرية، خصوصاً بعد فشل جميع الوساطات الأوروبية والعربية التي انطلقت عقب عزل مرسي في الثالث من تموز الماضي، وانتهت بفضّ قوات الجيش والشرطة اعتصامي «الإخوان» أمام مسجد رابعة العدوية في مدينة نصر في شرق القاهرة وميدان النهضة في الجيزة في منتصف آب الماضي.
ومعروف أن هيكل يُعد أحد أهم المقربين من السلطات الانتقالية الحالية، وبخاصة من وزير الدفاع الفريق أول عبد الفتاح السيسي الذي يشرف من خلال قيادته للقوات المسلحة على «خريطة المستقبل» التي توافقت بشأنها القوى السياسية عند عزل مرسي.
وقال دراج، في تصريح لموقع «الحرية والعدالة»، إن اللقاء كان «لتبادل وجهات النظر» موضحا «لم تطرح مبادرات أو حديث عن تفاوض أو توصيل رسائل من أي نوع أو لأي طرف».
وتحدث دراج عن حيثيات الاجتماع قائلاً إن هيكل كان قد وجه في إحدى مقابلاته التلفزيونية اتهامات صريحة لــ«الإخوان» بـ«حرق مكتبته ومنزله»، وهو ما دفع محمد علي بشر إلى الاتصال به «لـلتوضيح بأن هذا ليس نهج الإخوان، وأن الجماعة بريئة، وأن منهجها هو السلمية».
وأضاف دراج، الذي كان، إلى جانب بشر، أنه «خلال هذه المكالمة التي أوضح فيها بشر براءة الإخوان من أي أعمال عنف، وجّه هيكل الدعوة لقيادات الحزب للقائه، فذهبنا ممثلين عن الحزب وليس التحالف، ولنفي أن الإخوان متورطون في ذلك، وبالتالي فإن اللقاء لا يدخل في إطار الحالة السياسية ولا التفاوض السياسي».
وأشار دراج إلى أن «بشر أكد (لهيكل) شرعية مطالب التحالف والقوى المؤيدة للشرعية، وأهمية بناء المستقبل على أساس الشرعية وليس الحياد عنها»، مشدداً على أن «هذه الشرعية متمثلة في عودة الرئيس المنتخب والدستور المستفتى عليه ومجلس الشورى المنتخب». وأكد أن «هيكل لم يعرض أيا من المقترحات أو المبادرات بالإفراج عن قيادات الجماعة أو منح الحزب ثلاث حقائب وزارية أو السماح للجماعة بالعمل تحت جمعية أهلية».
وأكد بشر أن «اللقاء لم يتضمن أي مبادرة من السلطات الحالية عبر هيكل أو تفاوض حول المستقبل أو أي شيء في هذا الإطار».
لكنّ وكالة «الأناضول» نقلت عن مصادر مسؤولة في جماعة «الإخوان المسلمين» قولها إن «هيكل حذّر خلال اللقاء من التأثيرات السلبية على الجانب السياسي والاقتصادي لاستمرار مظاهرات مؤيدي مرسي، ولم يطرح مبادرة لحل الأزمة ولكنه عرض على دراج وبشر تصورا لحل الأزمة».
وبمقتضى هذا التصور، والكلام للمصادر «الإخوانية»، يتم وقف الاعتقالات المستمرة ضد جماعة الإخوان منذ الثالث من تموز الماضي، والإفراج عن قيادات الجماعة الكبيرة والتاريخية، وإيقاف القرارات المتعلقة بتجميد أموالهم، وكذلك عدم إصدار قرارات بحل الجماعة، وذلك في مقابل إيقاف الجماعة للتظاهرات، والانخراط في العمل السياسي والانتخابات البرلمانية وفق «خريطة المستقبل» التي أعلنها الجيش غداة عزل مرسي، والتي تتضمن تعديل الدستور وإجراء انتخابات برلمانية ثم رئاسية، وذلك كله في غضون أقل من عام. وأشارت المصادر إلى أن التصور الذي طرحه هيكل تضمن اختيار عدد من قيادات «الإخوان» لتولي حقائب وزارية، على ألا تتجاوز الثلاث وزارات.
لكن المصادر نقلت عن قياديي «الإخوان» رفضهما لهذا التصور، حيث أكدا لهيكل أن «لا بديل عن الشرعية الممثلة في عودة الرئيس المعزول محمد مرسي بكامل صلاحياته وعودة العمل بالدستور المستفتى عليه من الشعب ومحاكمة من تسبب في المجازر التى راح ضحيتها ألاف الشهداء من المصريين».
من جهة ثانية (أ ف ب)، حثَّ وزير الدفاع الاميركي تشاك هايغل، أمس، السلطات الانتقالية المصرية على «دفع خريطة الطريق السياسية قدما» وذلك في اتصال هاتفي مع القائد العام للقوات المسلحة المصرية وزير الدفاع الفريق اول عبد الفتاح السيسي.
وقال المتحدث باسم البنتاغون جورج ليتل في بيان إن هايغل والسيسي بحثا ايضا «الجهود التي تبذلها مصر من أجل ضمان الأمن واعادة بناء المؤسسات القبطية التي طالتها اعمال العنف وكذلك فرض الأمن في صحراء سيناء».
واضاف أن هيغل «حث الوزير السيسي على مواصلة القيام بخطوات لإظهار التزام الحكومة الانتقالية بالمضي قدما في خريطة الطريق السياسية».

 السفير: مصطفى صلاح

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...