مشفى يخلو من الأطباء الاختصاصيين .. وأجهزته الطبية بقيت ضمن علبها الكرتونية
لم يزل السجل الطبي لمشفى سالة في السويداء شبه خال من الأطباء المقيمين، فساحة المشفى لا تحتضن سوى طبيب مقيم واحد، وهو –كما يقولون- “مسبع الكارات”، فبعض الحالات من جراء عدم وجود أطباء مقيمين، وفق مدير المشفى الدكتور زياد غانم، يتم تحويلها إلى مشفى السويداء الوطني، لذا أصبح من الضروري “تطعيم” بعض الأقسام، ولاسيما الداخلية والقلبية والتوليد بأطباء مقيمين، إضافة إلى ذلك، ولخلو العيادة الأذنية من طبيب اختصاصي، باتت كل الأجهزة الطبية المستقدمة إلى القسم من دون فائدة، لكونها مازالت ضمن علبها، والسؤال: هل يعقل أن تبقى هذه الأجهزة البالغة تكلفتها ملايين الليرات من دون تفعيل، علماً –يضيف غانم- أن المشفى على استعداد للتعاقد مع طبيب اختصاصي في حال وجود هذا الطبيب.
طبعاً الأجهزة الطبية لدى قسم الأذنية لم تكن الوحيدة “المعلبة ضمن الكرتون” فها هي أجهزة التنظير الهضمي العلوي والسفلي حالها كحال أجهزة الأذنية، إبقاؤها خارج الدائرة العلاجية مرده إلى خلو ساحة المشفى من طبيب اختصاصي.
والمتصفح لواقع المشفى يلحظ أن توقف الأجهزة عن أداء وظيفتها العملية لم يقتصر على الأجهزة الطبية، فمحطة المعالجة وجهاز معالجة النفايات الطبية كان لهما من عدم التشغيل نصيب، ولاسيما إذا علمنا أن محطة المعالجة، وعلى الرغم من إنفاق الملايين عليها، لم تقم بمعالجة ليتر واحد من المياه العادمة الخارجة من المشفى ليبقى المصب الوحيد لهذه المياه الأودية، وكل المسوغات إزاء عدم تشغيلها لم تعد مقنعة، وكذلك الحال بالنسبة لجهاز معالجة النفايات الطبية الذي مازال هو الآخر “مشطوباً” من السجل العملي، ليبقى جهازاً مع وقف التنفيذ، ولتبقى النفايات الطبية لمشفى سالة مكانها الوحيد مكب النفايات.
مع العلم، وبحسب مدير المشفى، ولاسيما فيما يخص محطة المعالجة وجهاز معالجة النفايات الطبية، أن هذا الموضوع متعلق بشعبة العقود لدى مديرية الصحة ولا علاقة لنا به.
أضف إلى ذلك إن كون المشفى في منطقة شبه مقطوعة لكونها غير مخدمة على الإطلاق بوسائل نقل تؤمن أهالي قرى “المشنف وأم رواق والعميلات وطربا ورامي” بالوصول إلى مشفى سالة أبقى الكثير من المرضى خارج نطاق التغطية الطبية والعلاجية، لذلك ولإشغال أسرة المشفى بات حرياً بالمسؤولين عن قطاع النقل إحداث خط سير للأهالي باتجاه المشفى، فعدم وجود وسائل نقل يرغم المرضى، وللوصول إلى مبتغاهم الطبي، على استقدام سيارة أجرة.
المصدر: تشرين
إضافة تعليق جديد