دراما
أفضل ما في الرجال هو أنهم يعشقون النساء، وأسوأ ما في النساء تعلقهن بالرجال، فلولا الرجال ما اختبرن الأسر ولا أصبن بالغيرة ولما كان هناك عاهرات... يستيقظ الرجال فيبدأون يومهم برصد حركة البورصة ونشرة الأخبار.. تستيقظ النساء فيبدأن يومهن بفنجان القهوة وسماع الأبراج ورصد بورصة العواطف عبر هاتف النميمة الصباحي.. النساء أرحام تمور بالحياة، والرجال سواعد وأظافر تتسلق النجاح.. يسعى الرجل إلى إنجاز مشروعه في الحياة على أنقاض مشروع رجل آخر فتنشأ المنازعات والمحاكم والتحالفات، بعضهم ضد بعض: خاسرون ومنتصرون يتداولون حركة البناء والتدمير في غابة الحيوانات الناطقة، بينما تسعى المرأة إلى حظوة المنتصر فتسقط في شر محبتها وترفل في أسرها حتى يأتي منتصر آخر يجدد هذا الأسر وهذي التبعية.. آه ياللنساء وياللرجال ويا لهذه الحياة التي نختصرها في نهار واحد: بزوغ وانطفاء، بداية وانتهاء لروايات لا تنتهي من الحديث عن شق وأنبوبة يختزلان الصراع: شق أنثوي بهيج يتناسل القتلة والأنبياء، الأذكياء والأغبياء، بالفرح والحب نفسه دونما تمييز.. وأنبوبة ذكرية تشكل قوة الرجال وضعفهم، فخرهم وذلهم ونصف أحاديثهم، باعتبارها مصدراً لقوانين الأحوال الشخصية، والدساتير الوطنية، التي تعطيهم حق الطلاق والتعدد والهجر والجنسية وتبعية الأولاد القومية والدينية، وحق مضاعفة الشهادة والملكية عما هو مقرر للأخوات المشقوقات بالألم والحب والعدوان و.. الحمد لله الذي جعل لنا أنبوبة نأكل بها حقوق مواطناتنا المستسلمات.. حتى النصر..
نبيل صالح
المصدر: جريدة "الخبر" الأسبوعية
التعليقات
الأستاذ نبيل ،
تأنيب الضمير
الأستاذ
شغب أم يأس
ين الشق والأنبوبة ترتسم العبقرية
موسيقى الحياة
إضافة تعليق جديد