«في الأعالي، حلّقت طائرة لترسم دائرة النصر، في ما تباهى طيّارها خلف قناعه، بسلاسة القيادة في هذه الآلة. وفي لمح البصر، مال بطائرته نزولاً. وأخذت سرعته تتزايد مسجّلة 450 ثم500 ثم 550 ميلاً في الساعة (885.1 كيلومتراً في الساعة). وتزايدت سرعته أكثر فأكثر. ثم شرعت طائرته في الاهتزاز. وبدت الأجنحة البيضوية التي حملته الى الأعالي وكأنها أخذة في التفكك. وبحركة غريزية، امتدت يده الى عصا القيادة. وجذبها الى الخلف كي يصحّح نزوله الحاد. لكن عبثاً. وكلما بذل جهداً أكبر في تصحيح وضع الطائرة، عاندته وغطست بأنفها نزولاً. وبيأس واختناق، دفع بكل قوته الى الخلف. وتغيّر مسار الطائرة. ولم تعد تهبط نزولاً.