650 جولة على أسواق ريف دمشق نتج عنها تنظيم أكثر من 1500 ضبط تمويني
المستهلك السوري يعيش فترة تقلبات واضحة لأسعار السلع الغذائية حيث لهيب الأسعار والفلتان في طرح أسعار خيالية لمعظم السلع، والسبب يعود إلى أمرين الأول حجة ارتفاع مادة المازوت التي رافقها أجور إضافية على المادة والأمر الآخر ويعتبر معضلة السوق وهي تحرك الدولار حيث تقفز الأسعار باتجاه واحد فقط وهو الارتفاع.
وشهد السوق خلال فترة العيد جموداً واضحاً والسبب الحقيقي يعود إلى ضعف القدرة الشرائية لدى معظم المستهلكين، باعتبار أن جميع المستهلكين يتمنون أن يحصلوا على متطلباتهم بأسعار مناسبة إلا أن الالتزامات التي واجهت وتواجه المستهلك حالياً وسابقاً أدت إلى جعل قدرته الشرائية ضعيفة جداً.
ولا يخفى على أحد أن ارتفاع أسعار السلع والمواد حالياً صاحبه ضعف شديد في دخل المواطن وخاصة أنه مرّ بقنوات «تصفية» ليست ببعيدة، سواء المدارس والمونة، وحالياً مازوت التدفئة الذي سيصبح على قائمة محظورات المواطن خلال هذا الشتاء
ارتفاع سعر المازوت رفع سعر البطاطا ليسجل رقماً قياسياً جديداً حتى تاريخه عند حدود 125 ليرة ومن المتوقع أن يدخل كتاب «غينس» المأكول الأكثر شعبية عند الأسر ذات الدخل المحدود، ناهيك الارتفاع المتوالي لأسعار الزهرة والباذنجان والكوسا الذي سجل سعراً جنوني في اليومين الماضيين بحدود 110 ليرات وغيرها من أسعار الخضار والفواكه والحجة عند الكثير من الباعة أن ارتفاع المازوت السبب الرئيسي في الارتفاع الجنوني للأسعار نتيجة ارتفاع سعر تعرفة نقل السلع من الأسواق المركزية إلى الأسواق الشعبية إضافة إلى زيادة في أجور اليد العاملة.
وشهد سوق الريف الدمشقي للخضار والفواكه ارتفاعاً ملحوظاً خلال الأيام القليلة الماضية والحجة حسب بعض البائعين «ما في سوق»، مصطلح جديد يتبعه البائعون بغية البيع بسعر زائد حيث سجل الخيار سعراً وصل إلى 150 ليرة بعد أن كان قبل فترة العيد 90 ليرة والعنب يصل إلى 275 ليرة والليمون لأول مرة 250 ليرة والتفاح 150 ليرة وتميزت الفواكه بأسعارها المرتفعة خاصة بعد أن سجل الموز سعراً خيالياً 300 ليرة، وكان البرتقال أبو صرة مع بداية موسمه سجل ما بين 70 و80 ليرة بالإضافة إلى نوع اليوسفي الذي يباع بـ125 ليرة.
السوق حالياً: معظم السلع والمواد الغذائية شهد ارتفاعاً في أسعارها بنسبة بدأت من 10% ووصلت إلى 30% في بعضها الآخر ولكل سلعة سبب في الارتفاع، وهناك سلع ومواد ارتفعت دون معرفة الأسباب مثل البيض الذي ارتفع أكثر من 100 ليرة في يوم واحد حيث كان بحدود 600 إلى 650 ليرة حسب وزن الصحن وأصبح حالياً بنحو 750 و775 ليرة.
حتى مشتقات الحليب من الألبان والأجبان ارتفعت أسعارها بنحو 20%، والحجة هنا ليست الدولار بل المازوت، حيث يباع المازوت للمصانع في الكثير من مناطق ريف دمشق بنحو 175 ليرة لليتر مع الصعوبة في توفيره، هذا ما أكده صاحب أحد معامل الألبان في ريف دمشق، مشيراً إلى أن المازوت مع دخول فصل الشتاء أصبح نادراً وأصبح يباع بمزاجية الموزعين مع غياب الرقابة سواء على السعر أو التلاعب في العداد الأمر الذي دفع بالكثيرين من أصحاب المصانع إلى تحميل فرق سعر المازوت على سعر المنتج النهائي ليدفعه المستهلك من جيبه.
مدير التجارة الداخلية وحماية المستهلك بريف دمشق لؤي السالم قال: إن المديرية نفذت في الآونة الأخيرة أكثر من 650 جولة على الأسواق نتج عنها تنظيم أكثر 1500 ضبط تمويني خلال شهرين، مشيراً إلى أن عناصر حماية المستهلك تقوم بضبط حركة الأسعار والسلع وتوفيرها، والحدّ ما أمكن من ارتفاعها وتحليل معظم المواد وخاصة الغذائية منها فيزيائياً وكيميائياً وجرثومياً للوصول إلى منتج صحي بمتناول المستهلك، مع ضبط الإعلان وتداول الفواتير وبطاقات المادة ومواصفاتها وذلك ضمن جولات فنية تفتيشية.
أسعد المقداد
المصدر: الوطن
إضافة تعليق جديد