يطعن أمه وزوجته بسكين
تتلخص وقائع هذه الدعوى أنه قد حصل خلاف بين المدعو نائل وزوجته في منزله بالمعضمية فأقدم على ضربها ضرباً مبرحاً فتدخلت والدته لتخليصها من بين يديه, الأمر الذي أدى لحجز نائل لوالدته وزوجته في إحدى غرف المنزل معاً، حيث أقفل عليهما الباب وراح يطعن زوجته بسكين «شبرية» كانت معه عدة طعنات في بطنها وساعدها وكتفها الأيسر كما قام بطعن والدته في خاصرتها..
وأثناء ذلك اجتمع الجوار على الصراخ وقاموا بخلع الباب وتخليص الأم والزوجة من بين يدي نائل، وإسعافهما إلى المشفى حيث تبين فداحة إصابة الزوجة , وخلص تقرير الطبيب الشرعي إلى أنها تتعطل عن العمل ثلاثة أسابيع, بينما كانت إصابة الأم أخف وطأة من الزوجة وقد خلص تقرير الطبيب الشرعي رقم 193 إلى أنها ستتعطل عن العمل مدة ثلاثة أيام.
هذا وقد اعترف المقبوض عليه نائل بما أسند إليه من جرم أولي، وأفاد في ضبط الشرطة أنه قد طعن بخنجر كان معه كلاً من زوجته ووالدته وأنه كان بحالة عصبية...
كما أكدت المصابتان في ضبط شرطة كيوان رقم 987 أن نائل قد احتجزهما في غرفة داخل المنزل وقام بطعنهما معاً بخنجر كان معه...
غير أن المدعى عليه نائل عاد وأنكر أمام قاضي التحقيق بداريا ما أسند إليه من جرم، وأضاف أن مشاجرة قد حصلت بالمنزل ولايعرف ماذا حصل بعدئذٍ.. في حين كررت زوجته أقوالها الأولية أمام قاضي التحقيق وأضافت أن زوجها يضربها بشكل دائم، وقد اتخذت بحقه صفة الإدعاء الشخصي.. وبناء عليه أصدر السيد قاضي الإحالة بريف دمشق القرار رقم 274 بالدعوى أساس 689 المتضمن من حيث النتيجة:
اتهام المدعى عليه نائل بجناية الشروع بالقتل القصد لأكثر من شخص ولزوم محاكمته أمام محكمة الجنايات بريف دمشق..
غير أن المدعى عليه لم يمثل أمام هيئة المحكمة فاعتبر فاراً من وجه العدالة وجرت محاكمته على الغياب حيث أصدرت محكمة الجنايات الثانية بريف دمشق بحقه القرار رقم 91في الدعوى أساس 209 المتضمن بالإجماع:
تجريم المتهم الفار من وجه العدالة المدعو نائل تولد 1969 بجناية الشروع التام بالقتل قصداً الواقع على شخصين ومعاقبته بالأشغال الشاقة مدة عشر سنوات نظراً لبقاء فعله في حيز الشروع..
الجدير بالذكر أن زوجة وأم المتهم قامتا بإسقاط الحق الشخصي عنه للتخفيف في الحكم.. ولكن هيئة المحكمة عاقبته وفقاً للمادة 534 من قانون العقوبات العام وبدلالة المادة 200 منه استناداً إلى أن المتهم نائل قد قام بطعن زوجته ووالدته بسكين قاصداً قتلهما وإزهاق روحهما، وكانت نيته قد انصرفت لذلك وهذا ما دل عليه من خلال الأداة المستخدمة (الخنجر) وهي أداة قاتلة بطبيعتها، وكذلك من خلال الأماكن التي تم نفاذ الطعنات إليها (البطن- الخاصرة والكتف الأيسر) وهي أماكن قاتلة في الجسم.. وكذلك حجز المتهم لوالدته وزوجته داخل غرفة بالمنزل وإقفال الباب عليهما أثناء تنفيذه عملية الطعن ما يؤكد انصراف نيته لإزهاق روحهما، إلا أن النتيجة التي توخاها لم تتحقق لظروف خارجة عن إرادته وهي حضور الجوار وخلع الباب وإسعاف المصابتين إلى أقرب مشفى.. ما اقتضى معاقبته وفقاً لذلك .
يحيى الشهابي
المصدر: الثورة
إضافة تعليق جديد