هلوسات
لم أعد أفهم.. الجميع يبتغون الجنة في الوقت الذي يسيرون في دروب جهنم!؟ القوانين تمنع عمالة الأطفال بينما يُسمح لهم بالتسول! السرقة ممنوعة على الأفراد مسموحة للمؤسسات والشركات! صحفيون يتكلمون بلسان التجار والمستثمرين، ومتدينون يصرفون عمرهم في الكراهية! أزهار بتلاتها تتسامى نحو الضوء بينما سيقانها تغور في مياه آسنة! الشرف يتدفق من الفروج المغلقة والقذارة من الشفاه الناطقة.. ثريّات يمثلن جمعيات الفقراء وقادة ثورة يسجنون الثوار! فحول بلا إناث والإناث يرتمين على عاجزين يتعكزون بالفياغرا وأفلام البورنو!
- إلى أين تذهب يا سيدي؟
- لم أعد أذهب إلى أي مكان طالما أن كل خطوة تقودني نحو حتفي مع كل هذي الشجاعة التي أحملها في قلبي..
- وأنت أيها البائس لماذا تخشى الزواج؟
- أنا أعاشر يدي يا سيدي، فهي أقل مشقة وكلفة وخطورة في زمن التحرر هذا.. بينما بنات حواء أكثر أماناً مع مشاعرهن ورقتهن، إلى أن يدخل الرجال قلوبهن، فتختلط كيمياء الجسد مع هرمونات العاطفة ويتحولن إلى وحوش خرافية تأكل ذكورها.. وهذا الشاعر المجنون مازال يتهم الكلمات بأنها لا تقول الأشياء!
كحلٌ على العين، ورد على الخد، وضوء عند ملتقى النهدين، وأنت الغارق في بنزين الأنوثة مثل كلب مبرمج، يلهث من العطش، يلهث من الشبع.. ويا أيها الذكر الحكيم: لو كانت جارتك زوجتك فهل ستستمر في خيانتك؟ وهاته الزوجات لا يصدقنك عندما تصدقهن القول والعشيقات يعبدنك لأنك كاذب مرح.. ألم أقل لك إنه عالم معقد وأنت تعذب نفسك في تجنب الأخطاء.. فيا أيها (العبد الحقير) استمر في الخطأ والتوبة لأن أفضل السبل للتخلص من الرذيلة هو معانقتها.. إذن هل تعانق حزبك أم مديرك أم ولي نعمتك؟!
تصاد النساء بالمديح والسيارات والدولارات، والرجال يقدمون كل ذلك بسخاء من أجل قطعة اللحم: إنه بازار الحياة وسوق الشيطان، ومهما اغتسلت ستبقى رائحة القذارة تتدفق في أوردتك.. غبار ودخان وشهوات لا يطفئها الماء.. وفي خضم ذلك تفكر كيف تنقذ روحك؟! إنها العفة يا سيدي وأول باب إليها هو أن تعرف قيمة ما بين يديك كما لو أنك لم تكن تملك أي شيء..
هامش: تحب المرأة الرجل وتعمل على أن تجعله يكبر لتكبر معه.. يحب الرجل المرأة ويعمل على أن تصغر، فقط لأنه لا يستطيع أن يكبر!؟
نبيل صالح
إضافة تعليق جديد