هل تطيح "جزمة" الجيش بثورة تونس؟
بدأت الأمور تميل إلى الهدوء في معظم المدن التونسية الأحد، وترافق ذلك مع ظهور الثمرات الأولى لنجاح التونسيين في استرداد "حريتهم" بعد الإطاحة بنظام الرئيس السابق، زين العابدين بن علي، إذ رُفع الحظر مواقع التواصل الاجتماعي، مثل فيسبوك وتويتر، وجرى إطلاق سراح عدد من المعتقلين السياسيين.
وتمكن مستخدمو الانترنت من ملاحظة السرعة الفائقة التي باتت الشبكة تتمتع بها بعد إزالة أنظمة الرقابة عنها، وأتيح لكافة المشتركين الدخول إلى حساباتهم على مختلف المواقع واستخدامها بحرية.
وعلى المستوى القضائي، جرى الإفراج عن ثلاثة صحفيين ومدونيين، كان النظام السابق قد اعتقلهم بتهمة توجيه الانتقاد لبن علي، وقد أكدت لجنة الدفاع عن الصحافة المحلية نبأ الإفراج عنهم.
ولم يلحظ في شوارع العاصمة تونس على الأقل وجود مظاهرات كبيرة، غير أن شبكة النقل بالسكك الحديدية تعرضت لأضرار كبيرة جراء حريق شب فيها.
وما يزال الوضع في تونس والاتجاه المستقبلي للأمور غامضاً، إذ أن إزالة السلطة الحاكمة جرى خلال وقت قصير بحيث لم تنضج البدائل بصورة واضحة، ولم يعرف ما إذا كان التغيير سيشمل النظام بكامله أم الرأس فحسب.
وذكر ويدمان أن الجيش والأجهزة الأمنية تسعى لفرض الأمن في الشوارع من جديد وإن بالقوة، وأضاف أن العناصر الأمنية تتشدد بصورة كبيرة في تطبيق قرار حظر التجول ليلا، حتى أنها تتعرض بالضرب لمن تجده في الشوارع خلال أوقات الحظر.
وتابع: "شاهدت شاباً يتعرض للضرب المبرح، حتى أنه صرخ طالباً الرحمة من عناصر الجيش، وعندما عدت إلى الفندق الذي أقيم فيه طلب مني القائمون عليه إغلاق النوافذ بأمر من الأجهزة الأمنية."
وخلص إلى القول: "أشعر أن الجيش قد سيطر على الأوضاع.. لا يمكنني أن أضع يدي بصورة فعلية على آثار واضحة لما بات يعرف بثورة الياسمين."
ولفت ويدمان إلى أن الكثير من التونسيين يخشون وقوع البلاد في قبضة الفوضى، وقد تجاوزت هذه المشاعر أحاسيس الفرح التي سادت بعد فرار بن علي، خاصة بعد انتشار عمليات التدمير والحرق والنهب، وقد قام التلفزيون الرسمي على مدار ساعات ببث نداءات استغاثة من قبل السكان الذين طالبوا الجيش بالانتشار في مناطقهم لحفظ الأمن.
وأضاف ويدمان: "ما يثير غضب الشعب التونسي منتشر في الكثير من الدول العربية، ففي مصر، يتربع الرئيس حسني مبارك على رأس السلطة منذ عام 1981، بينما يقود الزعيم الليبي معمر القذافي بلاده منذ عام 1969، ويتولى الرئيس اليمني، علي عبدالله صالح، السلطة منذ 1979."
ولفت ويدمان إلى أن الزعماء العرب: "أساتذة في فن إجهاض الاحتجاجات ومواجهات الخصوم في الداخل، ولكنهم يفتقدون المهارة في مواجهة المشاكل الحقيقية لشعوبهم،" في إشارة إلى الأزمات الاقتصادية والبطالة وارتفاع أسعار الأغذية.
المصدر:CNN
إضافة تعليق جديد