هكذا يتحوّل عيد الحب إلى عيد الهدايا
في مساء تلك الليلة، قبل الموعد الرسمي للاحتفال بالعيد، وصلت رسالة على هاتف لين الخلوي: »نلتقي غداً، التاسعة مساءً«.
كانت استعدادات علاء للاحتفال المقدس قد أخذت أياما عدة. وبعد أن أنجزت الاستعدادات بشكل كامل، بدأت مرحلة التنفيذ الدقيق.
صباح اليوم الموعود، تصل باقة من الورود الحمراء إلى حيث تسكن لين. ثم بعدها بساعات قليلة، يطرق الباب »دبدوب« عملاق بلون أحمر وعينين ضاحكتين. تجد لين أمامها علاء، شخصياً، وقد تنكر بثوب الـ»دبدوب«، وبيده يحمل آخر يشبهه تماماً.
كان الموعد المتفق عليه في رسالة الأمس قد حان. كل شيء يسير على ما يرام حتى اللحظة، حسب الخطة المعدة بعناية فائقة. المحطة التالية عند مدخل أحد المطاعم الفاخرة في وسط البلد. وبناء على اتفاق مسبق مع مدير الصالة، يختاران طاولة زينت بشموع وورود حمراء. ثم يحين موعد العشاء الفاخر، وبعده الـ»ديسّير«، وبينهما الكثير من كلام الغرام.. إلى أن:
يمد علاء يده إلى جيبه، فيكتشف انه فقد محفظته الجلدية في مكان ما. وبعد محاولات فاشلة لمداراة الفضيحة، يكشف سر المحفظة لحبيبته، فتتولى دفع تكاليف الاحتفال. نجا علاء من »غسل الصحون« في المطعم، لكنه لم ينجُ من »غسل الحكي« من لين، بعد أن أضاع المحفظة التي أهدته إياها في عيد العشاق الماضي.
[[[
في العيد الأول الذي جمعهما كحبيبين، يصلها الكثير الكثير من الهدايا الملونة بالأحمر.
في العيد الثاني، يصلها خاتم ذهبي، وعلبة من الشوكولا الفاخر. وباقة الورود طبعاً.
في العيد الثالث، يصلها صندوق يحتوي على مستلزمات الاستحمام وما بعده.
بين العيدين الثالث والرابع، كان أحمد ولمياء قد تزوجا.
في العيد الرابع، تصلها بعض الهدايا الملونة.
في العيد الخامس، أي بعد ثلاثة أيام، تتوقع لمياء ان يصلها »بالون أحمر معبى هوا«...
تشرح الفتاة ممازحة عن هذا التحول من هدايا الحبيب إلى هدايا الزوج. لكن أحمد يملك رداً غاضباً وحاسماً: »على الأقل، كان فيه هدايا. بتتذكري آخر هدية وصلتني منك بأي فالنتين كانت...!«.
وبعد مشاجرة »زوجية«، يتفقان على ان الأولوية الآن ليست لهدايا الحب، بل لهدايا الطفلة التي سيحتفلان بولادتها بعد عدة أسابيع.
[[[
خلافاً لكل التوقعات، حمل معه حقيبة ورقية مزينة، اختارها بعناية، ووضع داخلها »دبدوباً أحمر كبيراً«، وباقة ورود. وصل إلى حيث كانا يلتقيان عادة. لم يكن مرّ بعد على علاقتهما الكثير من الوقت، لكنه أراد أن يعبر لها بذلك عن حبه، متبعاً نظرية سمع بها مراراً: »الفتاة رومانسية بطبعها«.
رمت الفتاة الحقيبة في سلة قريبة، ضحكت للدبدوب، ثم أجلسته في المقعد الخلفي للسيارة، ورمت فوقه الباقة وحقيبتها الجلدية.
تلك القصة حصلت مع فادي قبل سنوات طويلة، »يعني أيام المراهقة إذا بدك«. لاحقاً، انفصل فادي وحبيبته لأسباب لا علاقة لها بالـ»دبدوب«. لكن »التجربة«كانت كفيلة بأن تغير من عاداته مع »جنس النسا«: »بدل كيس الورق الملون فيك تجيب علبة شوكولا دايت مثلاً. وبدل الدبدوب جيب شي صندوق ماكياج أو زجاجة عطر. المهم يكون شي تستعمله البنت. سماع مني، هودي البنات، على العكس من يلي بينقال، ما بيهتمو بهيدي الغراميات والرومنسيات، بدهن شي عملي ويستفيدو منه«.
هذه الاستراتيجية مكلفة بحسب فادي، »فسعر الإشيا الرومانسية أرخص بكتير من الإشيا العملية، حتى لو كان كل شي بيغلى بموسم الحب«. رغم ذلك، يصر فادي على اتباعها، بعد النتائج »الطيبة« التي حققتها في ٣ علاقات متتالية. لكن في المقابل، كانت حصيلة الهدايا التي يتلقاها فادي في كل عيد حب أبعد ما تكون عما يرغب به: »صار عندي بستان ورود من كتر الباقات يلي وصلتني. استحليت شي مرة توصلني ساعة مثلا، أو جزدان«.
إبراهيم شرارة
المصدر: السفير
إضافة تعليق جديد