نحو تشجيع الرجل لتولي وظائف «أنثوية»
في يوم المرأة العالمي تعلو الأصوات، النسائيّة والذكورية، المدافعة عن حقوق المرأة التي تتعرض لشتى أنواع التمييز الصارخة في المنزل كما في العمل كما في الشارع، في البلدان الغنية كما في الفقيرة.
في يوم المرأة العالمي نستحضر نماذج لنساء قررن اختراق المحظور على مدى سنوات، كافحن وعملن وأثبتن قدرتهن على العمل سواسية مع الرجال في وظائف لطالما صنّفت «ذكوريّة». ولكن ماذا لو بات أجدر بهذه الأصوات أن تدعو إلى مساواة الرجل بالمرأة وليس العكس، وماذا لو بدأ الرجل بممارسة ما كان يعتبر حكراً على المرأة من أعمال ووظائف؟
فرضيّة انطلقت منها الخبيرة الاقتصادية والأستاذة في جامعة «باريس العاشرة» راشيل سيلفيرا في دراسة أعدتها بالتعاون مع المدير التنفيذي لـ»مرصد المسؤوليات الاجتماعية للشركات» فرانسوا فاتو. اللافت في دراسة سيلفيرا كان مقاربتها لقضية المساواة بين الجنسين من زاوية الرجل حيث قالت «نميل إلى التركيز دائماً على أن النساء معرضات لخطر عدم المساواة، وبالتالي فإن التحدي لمعالجة هذه الإشكاليّة يصوّب دائماً على الوظائف التي يشغلها الرجال والأدوار التي يضطلعون بها في حين تفترض المساواة المهنيّة والشخصيّة إشراك الرجل في محاربة القوالب النمطيّة التي تحكم العلاقة بين الطرفين وذلك من خلال تشجيعه على أن يشغل وظائف أنثويّة».
ترى سيلفيرا من خلال نظريتها إلى دحض كل الأفكار المسبقة التي تقول بأن بنية الرجل الجسديّة والنفسيّة تجعله غير مؤهل للقيام بوظائف تتقنها النساء وتقول: «ما يشاع عن وجود اختلاف بين مهارات للنساء وأخرى للرجال لا أساس له من الصحّة، فهذه أمور تكتسب. الرجال قادرون على الاضطلاع بوظائف مثل التنظيف، رعاية الأطفال، السكريتاريا وغيرها إذ لا يوجد تفسير منطقي لتكون هذه الوظائف اليوم بين يدي أكثر من 70% من النساء».
أما ما تقترحه سيلفيرا لتعزيز المزيج النسائي - الرجالي في الوظائف المذكورة فهو إعادة القيمة لهذه المهن لأنها لا تحظى بالتقدير الصحيح».
ولجهة الخطوات التي يمكن أن تقوم بها المؤسسات لتأكيد التزامها في تفعيل حضور الجنس الأقل تمثيلا (الرجال) فقد تبدأ مثلاً بإظهار حسن نواياها من خلال اختيار موظف ذكر كمساعد للمدير في منتدى يقام حول العمالة، أو من خلال تفعيل إجازات الأبوة حيث ينبغي على الشركات أن تقلل من تركيزها على موضوع الأمومة لصالح الرجال الذين يستحقون إجازات أبوة بدورهم. فالرجال آباء كذلك.
المصدر: السفير نقلاً عن «ليبراسيون»
إضافة تعليق جديد