منظمات غير حكومية: الوقود الحيوي يزيد معدلات الفقر بالعالم
حذرت منظمات غير حكومية من ارتفاع أسعار المواد الغذائية الأساسية بسبب تأثير الأزمة المالية والاقتصادية العالمية والاندفاع نحو استغلال الأراضي الزراعية في الدول النامية والأكثر فقرا لإنتاج المحاصيل المستخدمة في إنتاج ما يعرف بالوقود الحيوي.
وقالت مديرة منظمة "سويس آيد" كارولين موريل إن "المضاربات غير الآمنة في أسواق المال العالمية وتشجيع التوجه نحو الوقود المستخرج من محاصيل الذرة وفول الصويا وبعض أنواع النخيل، ستؤدي إلى نوع من عدم التوازن البيئي وارتفاع أسعار المحاصيل الزراعية دون أن ينتبه العالم لانشغال الرأي العام بتبعات الأزمة المالية والاقتصادية".
وتحذر الناشطة في مجال مكافحة الفقر من إهمال حقيقة أن "عدد من يعانون من ندرة الغذاء الأساسي قد وصل إلى 963 مليون نسمة ما يعني أننا بعيدون عن تحقيق أهداف الألفية".
ويخشى خبراء التنمية الإقبال على مشروعات الوقود الحيوي كنوع من الاستثمار الآمن في ظل الأزمة المالية العالمية أو المضاربة بأسعار المحاصيل الهامة لترتفع أسعارها فوق طاقة الفقراء.
وقالت موريل إن الشركات الكبرى بدأت تحتكر استخدام الأراضي الزراعية في العديد من الدول الأفريقية الآسيوية وفي أميركا اللاتينية، "فعلى سبيل المثال احتكرت شركة داو من جنوب كوريا حق استغلال مليون وثلاثمائة ألف هكتار في جزيرة مدغشقر لمدة 99 عاما لزارعة النخيل والذرة لاستغلال المحصول في إنتاج الوقود".
وأشارت إلى أن تلك المساحة "تمثل 50% من أراضي الجزيرة المتاحة للزراعة التي تعاني من قلة الموارد الغذائية".
وفي كولومبيا بأميركا اللاتينية استطاعت إحدى الشركات الاستيلاء على 2600 هكتار من صغار الفلاحين لاستخدمها في زراعة نخيل الزيت، ليصل عدد الأسر المتضررة من تلك التوجهات إلى 26 ألف أسرة، حسب قولها.
وتستند موريل في المعلومات التي استعرضتها اليوم في ندوة عقدت بالعاصمة السويسرية برن، إلى حصيلة تعاون بين منظمة "سويس آيد" وأربع منظمات غير حكومية في الهند وكولومبيا وإكوادور وتنزانيا.
من ناحيته دعا النائب البرلماني رودلف ريخشتاينر إلى ضرورة فرض حظر على استيراد الوقود الحيوي لمواجهة تلك الظاهرة والحيلولة دون ظهور آثارها المدمرة.
ورفض ريخشتاينر النظر إلى تجربة الاتحاد الأوروبي في استخدام الوقود الحيوي كمثال ناجح، منوها إلى أن أوروبا تعتمد في إنتاجه على محاصيل محلية من شرقي القارة.
وأضاف أن "الأوروبيين لا يستشعرون نفس الخطر الذي يهدد دول الجنوب لاختلاف طبيعة التربة والمناخ في الشمال عنه في الجنوب".
وقال إن "درجة خصوبة التربة المرتفعة في الشمال وتوفر مياه الري يجعلها قابلة لتجديد المحاصيل بوتيرة أسرع مما هي عليه في الجنوب" فضلا عن وجود توجهات لاستخدام الطاقات البديلة مثل الشمس والرياح التي تقدمت الأبحاث العلمية فيها بشكل واضح وأصبح تصنيعها رخيصا.
ودلل ريخشتاينر على ذلك بألمانيا التي وضعت خطة لإنتاج 47% من الطاقة من الموارد الطبيعية المتجددة مثل الشمس والرياح مع حلول عام 2020، ما يعكس جدوى التحول التدريجي نحو تلك المصادر، حسب رأيه.
ويستند النائب البرلماني إلى بحث أجراه البروفيسور السويسري هانز هورني وجد فيه أن استبدال النفط بالوقود الحيوي يعني أن العالم بحاجة لمضاعفة المساحات الصالحة للزراعة بنحو 1.6 مرة عما هي عليه الآن لإنتاج نفس كميات الطاقة المستهلكة، كما يحتاج الحصول على 95 لترا من الوقود الحيوي إلى 200 كيلوغرام من الذرة.
تامر أبو العينين
المصدر: الجزيرة
إضافة تعليق جديد