مفاوضات سرية لمنح إسرائيل " وضعاً خاصاً " في الاتحاد الأوروبي
يجري الاتحاد الأوروبي مفاوضات سرية منذ عام مع إسرائيل لمنحها وضعاً أشبه بالعضوية تستفيد بمقتضاه من جميع الميزات التي تحق للدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي.
وقد كشف فرانسيس وورتز رئيس كتلة اليسار الأوروبي الموحد في البرلمان الأوروبي عن تفاصيل هذه المفاوضات.
جاء ذلك في رسالة بعث بها وورتز إلى كل من خافيير سولانا المنسق الأعلى لسياسة الأمن والدفاع وجوزيه مانويل باروزو رئيس المفوضية الأوروبية والرئيس الفرنسي نيكولا سركوزي الذي تتولى بلاده رئاسة الاتحاد الأوروبي في يوليو/تموز القادم، ويستعد لإعلان تأسيس الاتحاد من أجل المتوسط وهو المشروع المثير للجدل بين دول الشراكة الأوروبية المتوسطية ولم تتضح معالمه بعد.
وقال فرانسيس وورتز في رسالته إن هذه المفاوضات السرية مستمرة منذ عام بين الاتحاد الأوروبي وإسرائيل لا لتحريك عملية السلام بل لبحث طلب من إسرائيل للحصول على الحقوق الفعلية لدولة عضو في الاتحاد الأوروبي.
وتضيف الرسالة أن إسرائيل لا تطلب شيئاً أقل من المشاركة على جميع المستويات في كل اجتماعات الاتحاد الأوروبي حول قضايا الحوار الأمني والاستراتيجي، وفي أنشطة الاتحاد الأوروبي في الأمم المتحدة ومناقشات مجلس الوزراء الأوروبي حول الدول العربية، واجتماعاته الخاصة بقضايا الاقتصاد والشؤون المالية والطاقة والبيئة والمواصلات والإعلام والشباب والتعليم العالي، كما تطلب تشكيل هيكل برلماني أوروبي ـ إسرائيلي مشترك.
ويوضح البرلماني الأوروبي في رسالته التي أرسلت إلى الصحفيين أن لديه معلومات عن أن المفاوضات ترجع إلى الخامس من مارس / آذار من العام الماضي وأن مجموعة خبراء ناقشت الموضوع في الرابع من يونية / حزيران عام 2007 ثم في التاسع من أكتوبر / تشرين الأول لإعداد الإعلان المشترك الذي يصدر عن مجلس الوزراء حول هذا الموضوع.
ويبدي رئيس كتلة اليسار الموحد ـ وهى رابع كتلة من حيث الثقل السياسي في البرلمان الأوروبي ـ استغرابه من " أن كل هذا قد تم في السر ودون إبلاغ البرلمان ولو بأقل المعلومات ".
ويطالب بإمداده بمعلومات موثقة عن هذه القضية الحساسة.
ومن المتوقع أن يناقش وزراء خارجية دول الاتحاد ـ الذين يعقدون جلسة لمجلس الشراكة مع إسرائيل على هامش اجتماعهم في لوكسمبورغ في السادس عشر من يونيو/حزيران الحالي ـ الطلب الإسرائيلي.
إلا أن فرانسيس وورتز يقول في رسالته إنه لا يتوقع رداً إيجابياً في هذا الاجتماع في ظل تعطل عملية السلام "والحصانة التي تستفيد منها السلطات الإسرائيلية رغم خروقاتها الخطيرة والدائمة للقانون الدولي".
ولم يصدر عن المفوضية الأوروبية أو مجلس الوزراء الأوروبي حتى الآن أي توضيح رسمي على هذا الموضوع.
أحمد أدريس
المصدر: BBC
إضافة تعليق جديد