معرض للفنان سبهان أدم

معرض للفنان سبهان أدم

ينظم المركز الثقافي الفرنسي في دمشق معرضا للفنان سبهان آدم من 8 و لغاية 31 كانون الثاني. يتم  الإفتتاح يوم الثلاثاء 8 كانون الثاني عند الساعة السابعة و النصف مساءً.

 

يستخدم سبهان أدم في أعماله مواد قاسية وغالباً ما يسيطر اللون الأسود (الزفت) عليها مما يعطي الانطباع بندرة الألوان. فهي في الواقع مكثفة ومتفجرة. تنساب أعمال سبهان كرعشة عبر مسار تيهي محفوف بالآلام . أما الرؤوس التي يرسمها بخط فحمي قذر، تبقى مع ذلك إنسانية بشكل موجع.

يفجر سبهان أدم في أعماله كل ما ملك خياله من طاقات وهذا بالنسبة له ضرورة حياتية. يقول: «عندما أعمل أحمل بداخلي ستة مليارات كائن بشري».  تثير أعماله القلق حتى الاختناق أحياناً إذ تبدو شخوصه التي يرسمها -وهي مخلوقات هجينة  ومزعجة يكررها إلى اللانهاية- تبدو وكأنها اقتلعت من العدم الأولي. هذه المخلوقات هي بقايا إنسانية تعبًّرعن عزلة عارمة وفي الوقت ذاته عن عجز رهيب فهي لا تقدر على الحركة ولاعلى مد أذرعها، كما تبدو أحياناً مقيدة وكأنها معزولة عن العالم الخارجي، نراها صارخة من الغضب وربما من الخوف.

ومع ذلك فإن هذه الوجوه المقلقة ترمق المشاهد بنظراتها،  تنظر إلينا بإصرار، تحدق بنا. عينان، أربع عيون وحتى ست عيون تحدق بنا. ربما سبهان أدم هو الذي يمعن النظر فينا عبر كل شخصية من شخصياته لأنه من الممكن اعتبار لوحاته  بورتريهات ذاتية هوسية. يعبر بصوت عال  عن ثورته وغضبه: « أنا كغرفة دون نافذة وبما أن شخوصي تعيش في هذه الغرفة  فهي مخلوقات دون أوكسيجين».

ولد سبهان آدم عام 1972 في الحسكة،  وهي مدينة صغيرة تقع في شمال شرق سورية، بالقرب من الحدود العراقية. بعد اهتمامه بالشعر ونشره بعض القصائد، بدأ يرسم دون أن يتلقى أي تأهيل فني، أي بصورة عصامية  منذ سن السابعة عشرة. وسرعان ما أثار الانتباه بفضل طاقته والهاجس الملح الذي يسكنه.

 بعد أول معرض له في المركز الثقافي الفرنسي في دمشق، أصبح معروفاً في بيروت ومن ثم في فرنسا. وفي عام 1999، حصل على إقامة لمدة ستة أشهر في مدينة الفنون الدولية في باريس.

تعرض أعمال سبهان آدم اليوم في جميع أنحاء العالم بعد أن أقام حوالى خمسين معرضاً فردياً. وعرضت أعماله على نطاق واسع في الشرق الوسط، والشرق الأدنى، في أوروبا، وفي نيويورك. ولقد كرس له 18معرضاً في فرنسا خلال السنوات الأخيرة. في سن الخامسة والثلاثين عرف هذا الرسام الشاب العصامي أن يخلق عالماً ذاتياً جداً وهو مدرج اليوم بين الفنانين الهامين في الشرق الأدنى. كرس له الشاعر والكاتب أدونيس كتاباً رائعاً كتحية صدر عن دار نشر Editions Fragments  في باريس في العام 2005.

الاجندة
الوقت
-