مصر ترجئ مفاوضات الأسرى وتعمل على بلورة «حلول وسط»

كشف مصدر مصري رفيع أن الجولة الثالثة من المفاوضات غير المباشرة بين حركة «حماس» وإسرائيل أُرجئت من دون تحديد موعد لمعاودتها بسبب تشدّد الطرفين، مشيراً الى ان مصر ستعمل في الفترة المقبلة على بلورة حلول وسط تسمح بإنجاز صفقة أسرى يتم بموجبها إطلاق مئات الأسرى الفلسطينيين من السجون الاسرائيلية في مقابل إطلاق الجندي الإسرائيلي الأسير غلعاد شاليت.

وكان رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» خالد مشعل والوفد المرافق له عقدوا أمس في القاهرة جلسة محادثات مع رئيس الاستخبارات اللواء مراد موافي، كما عقدوا اجتماعاً مع وزير الخارجية محمد كامل عمرو، والتقوا المرشد العام لجماعة «الإخوان المسلمين» محمد بديع على مأدبة إفطار أقامها تكريماً لهم.

وقال المصدر المصري الرفيع عقب محادثات وفد «حماس» مع موافي ان المحادثات كانت إيجابية وبناءة تناولت قضايا تتعلق بالشأن الفلسطيني، ومن ضمنها صفقة تبادل الأسرى، موضحاً أن مشعل أكد موقف «حماس» الداعم لإنجازها، وقال: «أكدوا (وفد الحركة) حرصهم على إنجاز الصفقة، وقالوا إنهم سيبذلون جهوداً من أجل دفع الأمور بما يساعد في إتمامها، لكن وفق ما يحقق مطالبهم ويتناسب معها». ولفت إلى أن مشعل والمكتب السياسي بأسره لا يتدخل في شؤون المفاوضات الجارية في صفقة تبادل الاسرى، وقال: «كان الحديث مع وفد حماس في العموميات، ولم يتم تناول التفاصيل في ما يتعلق بالصفقة»، مضيفا أن المكتب السياسي للحركة وضع خطوطاً عريضة وكلّف فريقاً محدداً التفاوض».

وعلى صعيد ما تردد عن ارجاء الجولة الثالثة من المفاوضات غير المباشرة التي تقوم مصر بدور الوساطة فيها، قال المصدر: «سيتم تحديد موعد قريباً»، موضحاً أن أسباب التأجيل تعود إلى تشدد الجانبين بموقفهما، وقال: «كل منهما (اسرائيل وحماس) يرفع سقفه ويريد أن يحقق أعلى مكاسب ممكنة بالنسبة اليه». وزاد: «يتفاوضون وعيون كل منهما على جمهوره، لهذا استحكم عليهما». وتابع: «للآن لم نصل إلى الدرجة التي يمكن أن نقول فيها إن الأمور نضجت وتسمح بتحقيق هذا الإنجاز».

وشدد على ضرورة أن يقبل كل طرف بمبدأ تقديم تنازلات، موضحاً: «رأينا أن نؤجل جولة المفاوضات المقبلة إلى حين يراجع كل منهما مواقفه، ونحن من جانبنا خلال هذه المدة ندرس بدقة ما سمعنا من رؤية كل منهما، وسنعمل عن كثب لوضع أفكار سيناريوهات وتصورات وحلول وسط تلبي وجهة نظر الجانبين». وقال: «سنسعى إلى بلورة المواقف من أجل التوصل إلى عرض مناسب نطرحه على الجانبين»، مؤكداً صعوبة الاستجابة الى مواقف الطرفين.

يذكر أن الجولة الثالثة من المفاوضات المكوكية كان يفترض أن تعقد في القاهرة منتصف الأسبوع الجاري، لكن الجانب المصري طلب من الجانبين تأجيلها إلى حين تحديد موعد آخر.

جيهان الحسيني

المصدر: الحياة