مصر: اعتقال 42 شخصاً على خلفية المواجهات الطائفية
لا يزال التوتر بين المسلمين والأقباط، يسيطر على مدينة نجع حمادي وقرية بهجورة في صعيد مصر، بعد حوادث حرق محلات ومنازل بعضهم التي جاءت عقب مقتل ستة من الأقباط في اعتداء مسلح.
وتقع قرية بهجورة بالقرب من مدينة نجع حمادي، حيث أقدم ثلاثة أشخاص كانوا يستقلون سيارة على قتل شرطي واحد ومواطنين مسلمين وستة أقباط وجرح تسعة آخرين من المسيحيين لدى خروجهم من كنيستين بعد انتهاء قداس ليلة عيد الميلاد الذي يحتفل به الأقباط الأرثوذكس المصريون، في السابع من كانون الثاني الحالي.
وكانت الشرطة اعلنت انها ألقت القبض على الاشخاص الثلاثة الذين ارتبطوا بهذا الاعتداء وأكدت انهم «مسجلون خطر»، اي لهم سوابق إجرامية. ونقلت صحيفة «الأهرام» المصرية عن مصادر قضائية، قولها ان القتلة سيواجهون تهما بـ«الإرهاب وعقوبة الإعدام». ويشهد مجلس الشعب اليوم الاثنين، اجتماعا خاصا لعدد من لجانه لبحث تفاصيل الحوادث الطائفية وتداعياتها.
وأعلنت الشرطة المصرية التي كثفت تواجدها في مدينة نجع حمادي، توقيف 42 شخصا (14 مسلما و28 قبطيا) يشتبه في مشاركتهم في اعمال العنف بين المسلمين والأقباط في بهجورة. وقال مدير امن محافظة قنا اللواء محمود جوهر، ان 11 محلا و8 منازل ودراجتين بخاريتين جميعها مملوكة لأقباط، أحرقت خلال اعمال العنف التي وقعت في بهجورة.
وأمام محلات تفحمت واجهاتها التي كانت في الأصل مطلية بالأزرق او بالأخضر، يقف رجال بالجلباب التقليدي على رسوغهم وشم الصليب وتبدو على ملامحهم علامات الحزن الشديد على الأضرار التي لحقت بممتلكاتهم. ويقول اصحاب المحلات ان الذين قاموا بإحراق المحلات «صبية متشردون» من المسلمين.
ويقول مسلمون في القرية انهم احرقوا محلات ومنازل بعض الأقباط انتقاما منهم بعدما سمعوا ان مسلما قتل بالرصاص على يد مسيحيين. أما الأقباط، فيقولون ان سيدة مسيحية قتلت مختنقة بسبب الحرائق التي أشعلها مسلمون. ورغم نفي المسؤولين الأمنيين لهذه الادعاءات، الا ان الشائعات تزداد انتشارا في القرية ما يؤدي الى تصاعد التوتر.
ويتولى رجال الشرطة حراسة كل مداخل القرى والبلدات الواقعة في محيط مدينة نجع حمادي في محافظة قنا التي تعد من اكثر مناطق مصر فقرا والتي يعتمد سكانها بالأساس على زراعة قصب السكر وتصنيع السكر الخام منه. ولدى سكان بهجورة ونجع حمادي اعتقاد راسخ وقناعة تامة بان السلطات تغض الطرف عن اعمال العنف التي يقوم بها المسلمون بل يعتقدون حتى انها تحمي المسلمين الذين يقفون وراء اعمال العنف.
وتجمع مئات الاشخاص مساء امس الاول في القاهرة للتنديد باعمال العنف الطائفية. وأمام مقر النيابة العامة في وسط المدينة، حمل نحو 600 شخص، بينهم فنانون ومعلمون ومسؤولون في منظمات أهلية وطلبة وممثلون عن جماعة الإخوان المسلمين، لافتات تندد بـ«صمت» السلطات وتطالب «بالأمن للجميع». وقدمت للنيابة شكوى من مجموعة من الأقباط والمسلمين وأعضاء في حركة «كفاية» ضد أجهزة الامن التي اتهمتها بالفشل في حماية المباني الدينية.
وفي روما، أدان البابا بندكت السادس عشر الاعتداء الدامي على المصريين الأقباط، مؤكدا ان «العنف ضد المسيحيين في بعض البلاد يثير استنكار العديد من الاشخاص». واضاف «لا يمكن ان يكون هناك عنف باسم الرب. لا يمكن الاعتقاد بتمجيده من خلال الاعتداء على كرامة وحرية القريبين منا.. وعلى المؤسسات السياسية والدينية ان تتحمل مسؤولياتها».
المصدر: وكالات
إضافة تعليق جديد