مشرف يغادر قصر الرئاسة.. والبرلمان يقبل استقالته
غادر الرئيس الباكستاني برويز مشرف قصر الرئاسة في العاصمة إسلام أباد الاثنين، بعد قليل من الخطاب الذي وجهه للشعب الباكستاني، والذي أعلن خلاله اعتزامه التنحي عن رئاسة البلاد، بتعد تزايد الضغوط عليه لإجباره على تقديم استقالته.
وفي تطور لاحق مساء الاثنين، أكد متحدث باسم البرلمان الباكستاني في إسلام أباد، أن أعضاء الجمعية الوطنية قبلوا الاستقالة التي تقدم بها الرئيس مشرف، بعد قليل من إلقائه خطابه التلفزيوني.
وفي خطابه المتلفز الذي ألقاه في وقت مبكر الاثنين، أعلن الرئيس الباكستاني أنه سيتنحى عن المنصب بعد أسابيع من الضغوط السياسية، التي خيرته بين تقديم استقالته طوعاً، أو إقالته قسراً.
وفيما عدد مشرف، خلال كلمته المطولة، إنجازاته التي حققها في باكستان، منذ توليه الرئاسة قبل نحو تسع سنوات، دعا أيضاً إلى مصالحة وطنية بين كل الفرقاء السياسيين، حفاظاً على مصلحة باكستان.
جاءت استقالة مشرف في خضم تدابير كان يتخذها الائتلاف الحاكم لإقالته من المنصب، ليشكل بذلك مشرف سابقة، كأول رئيس يتم عزله في تاريخ باكستان.
وكانت الناطقة باسم "حزب الشعب الباكستاني" الحاكم، شيري رحمن، لم تستبعد الأحد احتمال إقالة مشرف قسرياً، وأضافت: "قرار تقديم مسار آمن للرئيس هو خيار على قيادات التحالف."
وكانت الغالبية النيابية الباكستانية قد حددت السبت مهلة نهائية لمشرف لمغادرة السلطة طوعاً أو مواجهة بدء إجراءات إقالته، فيما واصل حزب الرئيس الباكستاني الإصرار على أنه لن يغادر السلطة وسيواجه كل محاولات إطاحته من منصبه، بما فيها لائحة الاتهامات التي أعدها النواب.
وقال شاه محمد قرشي، وزير الخارجية في الحكومة التي شكلتها الغالبية، إن الوقت "ينفد بالنسبة لمشرف، وإذا لم يستقل في غضون يومين فستنطلق عملية إقالته،" بينما رد طارق عظيم، أحد أبرز مناصري مشرف، أن الأخير "واثق من قدرته على الدفاع عن نفسه أمام البرلمان وتفنيد لائحة الاتهام بسهولة لأن كل ما قام به كان لمصلحة البلد والشعب."
يشار إلى أن بعض السياسيين المقربين من مشرف كانوا قد أشاروا إلى أن الرئيس الباكستاني قد يقبل التنحي عن منصبه إذا ما تلقى ضمانات بعدم ملاحقته.
وتعتبر باكستان أبرز حلفاء الولايات المتحدة في سياق ما يسمى "الحرب على الإرهاب" في آسيا، ولكن التطورات الأمنية في البلاد، واعتقاد الكثير من المراقبين أن التحالف مع واشنطن سبب تفاقم العنف الداخلي، أديا إلى تآكل شعبية مشرف، الذي تلقى نظامه ضربة قاسية جراء النقمة الشعبية ضده بعد اغتيال رئيسة الوزراء السابقة، بنظير بوتو.
- تعهدت باكستان الجمعة، باجتثاث المليشيات المتشددة من مناطق القبائل النائية حيث أوقع القتال الجاري منذ عشرة أيام، بين تلك العناصر والقوات الحكومية، 460 قتيلاً في صفوف المسلحين.
ولقي 22 جندياً باكستانياً مصرعهم خلال المواجهات، نقلاً عن الأسوشيتد برس.
وقال وزير الداخلية الباكستاني، رحمن مالك، إن تقارير للاستخبارات المحلية كشفت عن تواجد قرابة ثلاثة آلاف من تلك العناصر في منطقة "باجور" شمال غربي باكستان المتاخمة للحدود الأفغانية.
وأوضح مالك أن تلك العناصر تضم مسلحين باكستانيين ومن طالبان الأفغانية، إلى جانب جنسيات أخرى من آسيا الوسطى.
وذكر وزير الداخلية الباكستاني خلال مؤتمر صحفي الجمعة، إن المروحيات القتالية تدك مواقع المليشيات المسلحة منذ اندلاع المواجهات في السادس من أغسطس/آب الجاري.
وتعهد المسؤول الباكستاني باجتثاث تلك العناصر نهائياً من المنطقة.
وقال حاكم الإقليم، عويس أحمد، إن المواجهات أدت لنزوح قرابة 219 ألف شخص من المنطقة.
وشن الجيش الباكستاني، في أواخر يونيو/حزيران، حملة عسكرية واسعة، هي الأضخم ضد المليشيات المسلحة المنتشرة في مناطق القبائل النائية، منذ تولي الحكومة المدنية السلطة في مارس/آذار.
المصدر: CNN
إضافة تعليق جديد