مرائب مكشوفة تنتشر في دمشق

تنتشر المرائب المكشوفة للسيارات الكبيرة والصغيرة في العديد من مناطق دمشق وأحيائها دون أي تراخيص إدارية حيث يمارس الكثير من الأشخاص هذه المهنة بشكل مخالف للأنظمة والقوانين عدا كونها تشكل بؤراً مزعجة بين الأحياء والتي تحوي ضمن أسوارها مختلف أنواع السيارات وأحجامها هذا إذا كان لها أسوار من الأساس والتي لا تخلو من الشاحنات الكبيرة والبولمانات والبرادات وفي كثير من الأحيان للخردة من السيارات التي لم يعد يعرف أصحابها الذين هجروها للعديد من الأسباب الخاصة بهم بما تتركه من مخلفات ومشاكل وإزعاجات للمساكن المحيطة ومن أضرار مختلفة على الأراضي الزراعية التي باتت محدودة المساحة إلى درجة الندرة داخل مدينة دمشق والتي تزيد من أعباء المدينة فوق أعبائها التي تعاني منها على مر السنين.
 
وهناك الكثير من الأراضي وبمساحات كبيرة تحولت إلى مرائب مكشوفة للسيارات وبشكل ارتجالي وعشوائي والتي لا تلبي أدنى متطلبات وشروط السلامة والأمان عدا أنها مخالفة للأنظمة والقوانين النافذة والصادرة من وزارة الإدارة المحلية.
وتنتشر هذه المرائب وتحجز لها أماكن حيوية داخل الحدود الإدارية لمدينة دمشق رغم حاجة المدينة الماسة والمتزايدة للأراضي لإقامة المشاريع السكنية والخدمية والترفيهية والسياحية لتبقى هذه المرائب تفرض نفسها وحضورها ولتبقى عبارة عن تجمع للخردة من السيارات وما ينتج عنها من أوساخ ومخلفات تطبع المدينة بالفوضى والمشاهد المؤذية بعيداً عن الحملات الوطنية للنظافة والمحافظة على البيئة التي أطلقت على مدى الشهور الماضية.
أخذت المرائب الخاصة حصتها من الأراضي إلى جانب المرائب العامة وكلتاهما لا تحقق الشروط المطلوبة ولجأ أصحاب السيارات الشاحنة خلال السنوات الأربع الأخيرة إلى منطقة شارع الـ30 ليحجزوا لهم مكاناً على الأراضي الزراعية غرب الاوتستراد ما بدا في بداية الأمر وكأنه لجوء طارئ وعرضي ومؤقت إلا أنه أخذ صبغة الديمومة على مر الأيام على حساب الغطاء النباتي الذي كان يشكل مرعى للأبقار وغيرها من الحيوانات قبل أن تتحول إلى مرآب وقامت محافظة دمشق مؤخراً أيضاً بتحويل جزء من الأراضي شمال غرب شارع الـ30 إلى مرآب لسيارات المحافظة الكبيرة والصغيرة والذي أقيم بالأساس على أرض كانت المحافظة خصصتها كراجاً لسيارات محافظات الجنوب وهو بالأساس أيضاً (الكراج) الذي درس ليقام على أرض مازالت في أجزاء كبيرة منها زراعية وإذا ما تتطلب الأمر فإن مشاريع السكن أو المنشآت الخدمية أو الترفيهية هي الأنسب والأفضل في هذه المنطقة والأكثر تلبية لحاجات القاطنين في محيطها.
وهناك مرآب أيضاً في منطقة الدويلعة نهاية طريق الكشكول قبل مقبرة الفلسطينيين وضمن مزرعة لتربية الخيول يستثمر من أحد الأشخاص دون أي تراخيص إدارية حيث تم توجيه العديد من الكتب والقرارات والإنذارات لهذا المرآب تنص على إغلاقه دون جدوى، منها الكتاب الموجه من وزارة الإدارة المحلية إلى محافظة دمشق تطلب منها عدم الموافقة على منح الترخيص للمرائب المكشوفة حفاظاً على سلامة المرور وتجنباً للازدحام، وقراران من محافظة دمشق مديرية المهن والرخص منذ نهاية عام 2009 تطلب في الأول عدم ممارسة مهنة مرآب أو أي مهنة أخرى دون ترخيص إداري وإنذار المستثمر له باتخاذ الإجراءات القانونية الأشد بما فيها الإغلاق ونص القرار الثاني للكراج نفسه على الإغلاق معللة ذلك بعدم التزام صاحب العلاقة بالإنذار وممارسة المهنة من دون ترخيص إداري حيث توضع في هذا المرآب السيارات التي يرغب أصحابها في تكريج سياراتهم إضافة إلى السيارات المحجوزة من فرع المرور.
وكانت وزارة الإدارة المحلية والبيئة اشترطت في قرارها رقم 33 الصادر في 7/5/2006 لمرائب السيارات التي تحوي أربع سيارات فأكثر إنشاء أبنية المرآب من مواد ضد الاحتراق وتوفير مأخذ مائي ومغسلة ومرحاض تتوافر فيه الشروط الصحية ومزود بسيفون وصندوق طارد وتلبيس الجدران الداخلية بارتفاع متر ونصف المتر بالاسمنت وتوفير مدخل للمرآب بعرض 3 م عل الأقل وألا تقل مساحة النوافذ والأبواب عن عشر مساحة المرآب وتوفير انحدار مناسب ومحدد في حال إنشاء مرآب تنخفض أرضه عن منسوب أرض الطريق واستخدام مضخة لرفع مياه الصرف إلى المجارير الرئيسية أو صنع حفرة فنية للتصريف وتزويده بأجهزة إطفاء واشترط لمرآب سيارات الشحن وسيارات نقل الركاب الكبيرة والمتوسطة إضافة إلى ما ذكر أن تكون في المناطق المخصصة لذلك بموجب المخطط التنظيمي أو لأنظمة البلدية أو في أطراف المدينة أو على الطرق الرئيسية المتصلة بمداخلها أو في المناطق الصناعية.
فهل تستطيع محافظة دمشق التخلص من المرائب المكشوفة المخالفة والتي تحتل مساحات كبيرة ضمن حدودها الإدارية والتي تحولت إلى أكوام وتلال من السيارات البالية والمهترئة والتي أكل عليها الزمان وشرب وتحويل هذه المساحات إلى واحات نظيفة.

صالح حميدي

المصدر: الوطن