مدير "سي أي إيه": أساليب التعذيب ساعدتنا وبوش كان على علم بها
أقر جون برينان مدير الاستخبارات المركزية الأمريكية "سي أي إيه" الخميس 11 ديسمبر/كانون الأول بارتكاب إدارته أخطاء خلال التحقيق مع متهمين بالإرهاب.
وقال جون برينان إن الوكالة ارتكبت أخطاء باستخدامها التعذيب وسيلة للاستجواب، لكنه شدد على حقيقة أن هذا الأمر منع وقوع اعتداءات أخرى بعد 11 سبتمبر/أيلول2001، مضيفا أن التحقيقات الداخلية التي أجرتها الوكالة كشفت أن الاستجوابات المتشددة مع مشتبه بهم بالإرهاب سمحت بالحصول على معلومات أتاحت منع وقوع اعتداءات، واعتقال إرهابيين وإنقاذ أرواح بشرية.
لكن تقرير مجلس الشيوخ الذي صدر الثلاثاء 9 ديسمبر/كانون الأول يتعارض مع ما قاله مدير الاستخبارات المركزية الأمريكية لأنه يؤكد أن التعذيب لم يتح سوى الحصول على كمية قليلة من المعلومات المفيدة.
وبرر جون برينان، مدير وكالة الاستخبارات الأمريكية "أنهم كانوا يتخوفون من وقوع مزيد من الاعتداءات من عدو مجهول" مؤكدا أن هذا النهج فرض على الوكالة من قبل إدارة الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش من أجل تنفيذ برامج هدفها ردع الإرهابيين فى العالم.
واعترف برينان في بيان "نقر بأن برنامج الاعتقال والاستجوابات تخللته شوائب وأن الوكالة ارتكبت أخطاء" معللا ذلك بقلة الخبرة في تلك الفترة والافتقار إلى الكفاءات المطلوبة للسير في برنامج عالمي للاعتقال والاستجواب مع مشتبه بهم من القاعدة ومنظمات إرهابية تابعة لها
وكان تقريرمجلس الشيوخ الأمريكي أكد أن المخابرات المركزية الأمريكية استخدمت برنامجا شنيعا أثناء التحقيق مع المشتبه بضلوعهم في الإرهاب بعد هجمات 2001 ووصفه بأنه أكثر وحشية مما أقرت به الوكالة.
وعلق الكونغرس قائلا إن وسائل التعذيب المستخدمة فشلت في استخلاص معلومات تقود إلى إحباط أي تهديدات، والأهم في ذلك أن المخابرات المركزية الأمريكية ضللت الرأي العام وصانعي القرار.
ونفى نائب الرئيس الأمريكي السابق ديك تشيني أن يكون جورج بوش على غير علم ببرنامج التحقيقات، وشدد على أن الرئيس السابق كان "جزءا أساسيا من البرنامج، وكان لا بد من الحصول على موافقته".
وأردف تشيني قائلا إن المحققين في قضايا الإرهاب كان عليهم استعمال أساليب العنف إزاء مشتبه به وتساءل في سياق حديثه: "ما كان عساهم أن يفعلوا؟ أن يقبلوه على وجنتيه ويتوسلوا إليه أن يطلعهم على ما يعلمه؟ بالطبع لا".
وأعلن ديك تشيني الأربعاء 10ديسمبر/كانون الأول، أن تقرير مجلس الشيوخ حول استخدام عناصر من وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية "سي أي إيه" وسائل تعذيب خلال عمليات استجواب إرهابيين مشتبه بهم، "كلام فارغ"
وشدد تشيني الذي تولى منصبه إبان رئاسة جورج بوش الابن بين 2001 و2009، وهي الفترة التي شهدت تقنيات الاستجواب المشددة من قبل "سي أي إيه"، على أن البرنامج كان مبررا تماما.
وكشف التقرير المؤلف من 500 صفحة والذي نشر الثلاثاء 9 ديسمبر/كانون الأول، أن وسائل الاستجواب التي استخدمت ضد المعتقلين المشتبه بانتمائهم إلى تنظيم القاعدة، والتي تشمل الضرب والحرمان من النوم والإيهام بالغرق، كانت أسوأ مما كان معتقدا، ولم تساعد في الحصول على المزيد من المعلومات من المعتقلين.
وكالات
إضافة تعليق جديد