مجلس الكنائس العالمي: مرحلة جديدة في الحوار الإسلامي- المسيحي

12-04-2008

مجلس الكنائس العالمي: مرحلة جديدة في الحوار الإسلامي- المسيحي

دعا اليوم مجلس الكنائس العالمي المسيحيين لبدء مرحلة جديدة من الحوار الإسلامي المسيحي، مع ضرورة مواصلة تعاون الجانبين لتعزيز "أرضية مشتركة بين الديانتين رغم وجود اختلافات"، عن طريق الحوار البناء. 
 وقال المجلس "إن المسيحية والإسلام يتفقان على محبة الله ومحبة القريب كجزء أساسي من الإيمان بالله ومحبته"، ودعا إلى ترجمة المبدأ عمليا لمرحلة جديدة من حوار المسيحية والإسلام.

ويستعد وفد من المجلس لزيارة مؤسسة آل البيت الأردنية، التي انطلقت منها في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي رسالة "كلمة سواء" التي وقعها 138 عالما مسلما دعوا العالم المسيحي إلى الحوار.  
 ويتوقع أن تسفر الزيارة عن لجنة مشتركة تتولى تخطيط أجندة للحوار بين المشاركين وتقترح مواضيع حوار تهم الطرفين، اعتمادا على المتغيرات الجديدة على الساحة.
 وتقول المديرة التنفيذية لبرنامج مجلس الكنائس العالمي للحوار المسيحي-الإسلامي ريما برصوم للجزيرة نت "كنا من أوائل من رحب برسالة كلمة سواء وأعربنا عن استعدادنا للحوار المباشر".
 وتضيف برصوم "كما قمنا بالاتصال مع الكنائس الأعضاء في المجلس في دول مختلفة لدراسة كيف يمكن ترجمة هذا الترحيب من ناحيتنا في شكل خطوات عملية هادفة".

ووصل خبراء الحوار المسيحي الإسلامي في المجلس إلى قناعة بأن شعار "تعلم أن نكتشف معا محبة الله ومحبة القريب" الأنسب في المرحلة التالية، فوضعها محور وثيقة أصدرها المجلس لكنائسه الأعضاء تتضمن توصيات حول كيفية إنجاح الحوار.
 وأكدت برصوم أن الوثيقة ليست ردا على رسالة كلمة سواء، "لكنها أفكار موجهة إلى الكنائس الأعضاء وغير الأعضاء تشجعهم على بدء الحوار مع المسلمين واستكمال ما قد بدأ من قبل في مناطق عديدة من العالم، مع إطلاق مبادرة مشتركة يتعاون الجميع على إنجاحها، اعتمادا على القواسم المشتركة مثل الإيمان بالله وضرورة الاحترام المتبادل، لأن جميع الرسالات السماوية تطالب بالتعايش السلمي وحب الجار".
 وترى برصوم أنه يمكن الإفادة من تجارب تعايش المسيحيين والمسلمين في الشرق لـ14 قرنا، في حوار المسلمين مع الغرب، مع فارق الخصوصيات الثقافية بين المجتمعات الشرقية والمجتمعات الغربية.
كما أعربت عن قناعتها بدور فعال للكنائس الأوروبية في الحوار مع المسلمين لإزالة الصور السلبية المسبقة. وتشير برصوم إلى أن الغرب كله ليس معاديا للإسلام والمسلمين، بل هي فئات محددة لا يجب النظر إلى أفكارها على أنها تمس الجميع.
 ومن مبادئ وشروط الحوار المسيحي الإسلامي الناجح –حسب برصوم- نأي الطرفين عن الصور النمطية السلبية التي تروجها بعض الدوائر, فعلى المسيحيين التعرف على الإسلام من المسلمين مباشرة من واقع حياتهم اليومية والحديث مع علمائهم، وهو ما يجب على المسلمين فعله للمسيحية.
 ويعرب خبراء الحوار المسيحي الإسلامي عن قناعتهم بوجود تحديات مشتركة يجب أن يواجهها المسلمون والمسيحيون جنبا إلى جنب، وقالت ريما برصوم "تجاربنا السابقة طيلة 40 عاما في الحوار مع المسلمين كانت جيدة وأسفرت عن إنجازات إيجابية".
 كما رحب الأمين العام للمجلس القس صموئيل كوبيا بتلك الدعوة، وقال "إننا نشجع كنائسنا على النظر في الدعوة التي قدمها الزعماء المسلمون باعتبارها فرصة جديدة للحوار بين الأديان" وأعرب عن أمله بأن تكون الخطوة أداة مفيدة للدخول في حوار بناء ومثمر مع المسلمين.

تامر أبو العينين

المصدر: الجزيرة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...