مالي: السلفيون أسياد الشمال بعد هزيمة الطوارق
أحكم الإسلاميون سيطرتهم الكاملة على شمالي مالي أمس، بعدما أخرجوا مقاتلي «الحركة الوطنية لتحرير أزواد» (طوارق) من معقلهم الأخيرة في بلدة أسونغو قرب مدينة غاو.
وقال عضو في المجلس المحلي في أنسوغو إن المنطقة «أصبحت بكاملها تحت سيطرة الإسلاميين»، موضحاً «عقدنا اجتماعاً مع أسياد المنطقة الجدد وأبلغونا أنهم ليسوا هنا لإلحاق الأذى بالسكان».
وأعلن مصدر أمني في مالي أن المتمردين الطوارق «لجأوا بعد فرارهم من أنسوغو إلى منطقة قريبة من بلدة تاسيغا» النائية، مضيفاً «رحلوا جميعاً... الإسلاميون هم أسياد المكان الآن». وأوضح أحد سكان البلدة، الطبيب ألبير دجيغيه أن الإسلاميين «تمركزوا في مقر المجلس البلدي، ومبنى الأشغال العامة والمركز التربوي».
وكان إسلاميون من «حركة التوحيد والجهاد» وجماعة «أنصار الدين» التابعتين لتنظيم «القاعدة» في بلاد المغرب الإسلامي، قد طردوا المتمردين الطوارق من مدينة غاو شمالي البلاد في 27 حزيران الماضي إثر معارك عنيفة، أدت إلى مقتل حوالي 35 شخصاً. واحتلوا منذ ثلاثة أشهر تقريباً المدن والمناطق الثلاث الكبرى وهي تمبكتو وكيدال وغاو.
ويسعى الإسلاميون إلى فرض الشريعة في كامل أنحاء البلاد، خلافاً للطوارق العلمانيين، الذين يريدون استقلال الشمال.
يذكر أن الإسلاميين قاموا بتدمير أضرحة أولياء مسلمين في تمبكتو وهي المدينة المدرجة على لائحة التراث العالمي، بعد عمليات باشروا بها في نهاية حزيران الماضي واستأنفوها منذ يومين.
من جهته، دعا رئيس الوزراء المالي موديبو ديارا من النيجر في ختام محادثات مع الرئيس النيجري محمدو ايسوفو إلى بدء حوار «في أقرب وقت ممكن مع أولئك الذين عبّروا عن استعدادهم لمحاربة الإرهاب في شمالي مالي»، مضيفاً «نحن مستعدون لبدء حوار مع أشقائنا الماليين الموجودين في الميدان ضد تنظيم القاعدة».
وأعلن وزير العدل المالي مالك كوليبالي أن بلاده تنوي الطلب من المحكمة الجنائية الدولية إجراء تحقيق في عمليات القتل، والاغتصاب والتعذيب، والاعتداءات على المواقع التراثية في الشمال. وأوضح أن «شمال مالي ليس تحت سيطرة السلطات الشرعية، لذا يجب تقديم دعوى في المحكمة لمعاقبتهم».
في سياق مواز، أعلن وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس أنه «من المحتمل استخدام القوة العسكرية في مالي بقيادة أفريقية ودعم من قوى دولية».
المصدر: وكالات
إضافة تعليق جديد