ما الذي يمنعك من أن تعيشي حياة سعيدة؟!
ثمة أمور في الحياة تزيدها سعادة وبهجة، وبالمقابل هناك أشياء تجعلها مزرية وتعيسة، يعتمد هذا بالغالب على طريقة تفكيرك بالحياة ومعتقداتك تجاهها، قد يقول البعض إن السعادة موجودة حقاً ولكنها سرعان ما تتبدد؛ فالأشياء الجميلة تذهب بسرعة، أما فئة أخرى من الناس فتؤمن فعلاً أنه توجد سعادة أبدية، ولكن تجهل سبل تحقيقها؛ فكيف تعيش سعيداً إلى الأبد؟
كيف تعيشين حياة سعيدة؟
تقول الباحثة والمستشارة النفسية والأسرية «سعدية ناصر القعيطي»؛
•إن التوقعات المبالغ فيها تعتبر من أهم مسببات الإحباط، وقالت:
1. حين تتوقع أن تكون الحياة بالصورة المثالية التي رسمتها في مخيلتك، سوف تجعلك عرضة لمشكلات أنت في غِنًى عنها.
2. ليس من الطبيعي أن تكون الحياة مثالية؛ فلا بد من بعض النقص والقصور؛ فلا شيء كامل.
3. حين تتوقع أن تستيقظ من نومك وتمضي في يومك بدون أن تواجه أية عراقيل أو مشكلات (فلنسمها تحدّيات لأن مصطلح مشكلة يحمل معنًى سلبياً)؛ فهذا ليس بالأمر الطبيعي، وحين مواجهتك لأقل تحدٍ سوف تصاب بالغضب والإحباط.
4. كمثال آخر: حين تعتقد أنه من المفترض أن تكون محبوباً لدى الجميع، وتواجه أشخاصاً لا يحبونك، سوف يكون هذا الأمر مزعجاً كثيراً لك.
5. أن تتوقع من الجميع أن يتعامل بلطف! وأن يتصرف الجميع بعدل! مثل هذه الأفكار غير العقلانية سوف تؤثر على سعادتك؛ فعليك التخلص منها، بمناقشتها وتفكيكها واحدةً تلو الأخرى، سواء مع نفسك أو مع شخص تثق برأيه؛ ففي الحقيقة، السعادة تنبع من داخلك، لا علاقةَ لها بالظروف التي تمر بها.
6. المقارنات؛ فالمقارنة التي تساعدك وتدفعك لتحقيق آمالك وطموحاتك في دراستك وعملك، تعتبر مقارنة جيدة.
7. ولكن حين تصبح هذه المقارنات مصدر تعاسة وألم؛ فهنا عليك التوقف لأنك قد تزيد من تعاستك، مثال: حين تجد صديقك قد تمكن من شراء منزل وأنت مازلت تعيش في بيت تستأجره! قد يصيبك هذا الأمر بالإحباط، في حين أنت لا ترى إلا جانباً واحداً من الأمر؛ فقد يكون صديقك يعمل في أكثر من وظيفة مكّنته من شراء منزل؛ فهو بهذه الطريقة لا وقت لديه ليحيا حياة طبيعية وسعيدة! وقد يكون مديناً ويحمل همّ كيفية السداد!
8. إن مقارنة المرء نفسه ونجاحه أو نجاح أبنائه بغيره، أمر مجحفٌ حقاً، ويؤثر سلباً على نظرته لحياته، تشير الدراسات إلى أن مثل هذه المقارنات من شأنها أن تزيد من مستوى القلق والاكتئاب، وتضعف الثقة بالنفس.
9. عليك التوقف عن هذه الطريقة بالتفكير والمقارنات؛ لأن كل إنسان يمر بظروف تختلف عن غيره، ويواجه عقبات ونجاحات تختلف عن غيره؛ فليس من الطبيعي أن تتشابه حياة اثنين، كما لا تتشابه بصمتان؛ فكل شيء تمر به يؤثر في حياتك، وبإمكانك وحدك أن تجعلها سعيدة أولاً!
• تحديد الأهداف
1. يلتزم البعض بكتابة أهدافه ونواياه وما يود تحقيقه! ولكنه قد يكون غير واقعي في ذلك؛ فحين كتابته للأهداف عليه اتخاذ بعض الإجراءات والتعديلات في نمط حياته ليتمكن من تحقيقها! فحين يكتب أهدافاً تتجاوز قدراته ولا تتناسب مع ظروفه، سوف يكون عرضة للإحباط حين لا يتمكن من تحقيقها.• مثال حي: فحين يحدد طالب بالمدرسة الثانوية أهدافه على الشكل التالي:
- يحصل على الدرجات الكاملة في اختباراته.
- يتمكن من إتقان التايكوندو.
- أن يدخر مبلغاً قدره من «3 إلى 4 آلاف ريال»، في شهرين من خلال عمله بوظيفة بدوام جزئي، هنا نرى أن أهدافه جيدة، ولكن لا بد من وضع خطة واقعية قابلة للتحقيق بما يتناسب مع ظروفه الحياتية، وإلا سوف تكون هذه الأهداف طريقة للإحباط والتعاسة؛ بدلاً من أن تكون سبباً للتحفيز والنجاح.
إضافة تعليق جديد