لماذا نكره صوت حك الأظافر على السبورة؟

16-12-2017

لماذا نكره صوت حك الأظافر على السبورة؟

 

إن كنت مثل معظم الناس، فمؤكد أن صوت حك الأظافر على لوح السبورة ليس من الأصوات المحببة ويُثير لديك قشعريرة من نوعٍ خاص. لكن السؤال المهم، لماذا يُثير هذا الصوت ردة الفعل الغريبة لدى معظم الناس، ومن بينهم أنا وأنت؟.

دراسة تفسر سبب كرهنا لصوت حك الأظافر على السبورة

في هذا المجال، تُشير دراسة حديثة قام بها علماء موسيقيون في أوروبا أن شكل قنوات الأذن لدينا والتصورات الخاصة بنا هي المسؤولة عن نفورنا من هذه الأصوات الحادة تماماً كصوت حك الأظافر على لوح السبورة.

الباحثون الذين قدّموا نتيجة دراستهم في يوم 3 تشرين الثاني للعام الجاري خلال اجتماع للجمعية الصوتية الأمريكية، أوضحوا أن الدراسة بدأت عبر إخضاع عدد من المشاركين إلى أصوات مزعجة مختلفة، مثل صوت حك شوكة على لوحة أو صرير الستايروفوم. ثم تم تقييم الآلام التي عانى منها المشاركون مع كل صوت، مما سمح للباحثين بتحديد اثنين من أسوأ الأصوات على الإطلاق، وهما صوت حك الأظافر على السبورة وصوت قطعة طباشير على لوح صخري.

بعد ذلك، قام الباحثون بتعديل كلا الصوتين عبر تعديل نطاقات صوتية معينة وإزالة الأجزاء التوافقية أو التخلص من الترددات المزعجة والصاخبة. وتم إخبار نصف المشتركين بالمصدر الحقيقي للصوت فيما أبلغوا النصف الآخر بأنه صوت صادر عن آلة موسيقية معاصرة.

هذه التصورات لعبت دوراً هاماً خلال إعادة تشغيل المقاطع المعدلة لكلا الصوتين، وقام العلماء خلال التجربة بقياس مؤشرات حيوية معينة مثل معدل ضربات القلب وضغط الدم والتوصيل الكهربائي للجلد.

أصوات مزعجة

خلال متابعة المشاركين، وجد الباحثون أن الأصوات الهجومية غيرت من موصلية الجلد الكهربائية بشكلٍ ملحوظ، وسببت ردة فعل جسدية يُمكن قياسها. ومن المثير للاهتمام أن الترددات الأكثر إيلاماً كانت تلك التي تتراوح بين تردد 2000 – 4000 هيرتز حيث تعتبر الأذن البشرية أكثر حساسية للأصوات التي تقع في هذا المجال الترددي، وذلك وفقاً لما قاله مايكل أولر، أستاذ الإعلام وإدارة الموسيقى في جامعة كولونيا في ألمانيا، وأحد المشاركين في الدراسة البحثية.

كما أشار أولر أن العديد من الميزات الصوتية فضلاً عن صوت بكاء الطفل تقع في هذا النطاق، ما يُشير إلى أن شكل قناة الأذن لدى الإنسان تطورت لتضخيم الترددات التي تعتبر مهمة للاتصال والتواصل. وحيث أنه من الجيد أن تقوم القناة السمعية بتضخيم الأصوات ضمن هذا النطاق لتنبيه الناس إلى أصوات معينة مثل صوت بكاء الطفل، إلا أن تضخيم أصوات أخرى مثل صوت حك الأظافر على السبورة يسبب شعوراً مؤلماً.

صوت حك الأظافر

هذا التفسير يجعل البعض يتساءلون عن سبب عدم تضخيم القناة السمعية في آذاننا للأصوات الواقعة في النطاق الترددي 150 – 7000 هيرتز، لكن العالم أولر أجاب بأنه لا تفسير محدد حتى اللحظة لهذا التساؤل، وأنه مطروح للبحث في المستقبل.

الباحثون وجدوا أيضاً أن كرهنا لصوت الحك على السبورة لا يستند فقط إلى علم وظائف الأعضاء، وإنما هناك عوامل نفسية أخرى. فالمشاركون في الدراسة الذين ظنوا أن الصوت صادر عن آلة موسيقية معاصرة، قالوا أنهم وجدوه أكثر لطفاً ومتعة، على الرغم من أن الصوت لم يخدع الجسد وقيست نفس التغييرات الموصلية للجلد.

المصدر: وكالات

 

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...