لقـاء بين فتـح وحماس هـذا الشـهر

09-10-2008

لقـاء بين فتـح وحماس هـذا الشـهر

أعلنت حركة حماس، بعد المحادثات التي أجرتها مع مدير المخابرات المصرية اللواء عمر سليمان في القاهرة أمس، أنه ستؤلّف خمس لجان لمناقشة القضايا الخلافية مع حركة فتح والفصائل الأخرى، مشيرة إلى أن المرحلة المقبلة ستشهد »اجتماعات ثنائية وثلاثية« بين الفصائل، بينها لقاء يجمع حماس وفتح. وأشارت حماس إلى أنها ستلتزم بما تقرره لجنة الانتخابات بشأن الانتخابات الرئاسية والتشريعية التي كررت رفض إجرائها بشكل متزامن كما تطالب فتح والفصائل ومصر.
وترى حماس أن ولاية الرئيس محمود عباس تنتهي في ٩ كانون الثاني المقبل، فيما ترى فتح أنها تنتهي مع نهاية ولاية المجلس التشريعي الحالي في كانون الثاني .٢٠١٠
وذكرت وكالة أنباء الشرق الأوسط أن سليمان ناقش مع وفد حماس الذي ترأسه نائب رئيس الحركة موسى أبو مرزوق، »كيفية إعادة ترتيب الوضع الفلسطيني الداخلي وتأليف حكومة جديدة تتولى مسؤولية فك الحصار، والتحضير لإجراء انتخابات رئاسية وتشريعية وإعادة تشكيل الأجهزة الأمنية الفلسطينية على أسس وطنية بعيدا عن الفصائلية بمساعدة عربية، وإعادة تشكيل منظمة التحرير الفلسطينية«.
وكان سليمان قد أجرى محادثات ثنائية مع ١١ فصيلا فلسطينيا قبل لقاء حماس، »أجمعت على ضرورة تأليف حكومة من شخصيات ورئاسة مستقلة تستطيع فك الحصار وإدارة شؤون البلد، إلى جانب توحيد المؤسسات والتحضير للانتخابات التشريعية والرئاسية المتزامنة وتطوير منظمة التحرير الفلسطينية وإصلاحها لتشمل كل القوى والفصائل الوطنية، مع إجراء انتخابات للمجلس الوطني الفلسطيني وإعادة بناء الأجهزة الأمنية الفلسطينية على أسس مهنية لتجاوز أي إشكالات قد تحدث وكانت سبباً في انهيار اتفاق مكة«، بحسب الوكالة نفسها التي أشارت الى انه »من المقرر أن تعد مصر ورقة مفصلة بما تم التوافق عليه، لمناقشتها في الاجتماع الشامل الذي ستُدعى اليه الفصائل الفلسطينية في القاهرة، في ضوء النتائج التي ستسفر عنها مباحثات وفد حماس مع المسؤولين المصريين«.
وقال أبو مرزوق إن »المحادثات مع المسؤولين المصريين جرت في أجواء إيجابية، حيث نوقشت كل القضايا الخلافية بصراحة« مضيفا أن »مصر ستقدم رؤيتها النهائية لحماس بعد أن تبلورها بصورتها النهائية عقب لقاء اليوم (أمس)، وفي ضوء هذه الرؤية النهائية لمصر ستقدم حماس من جانبها رؤيتها النهائية إزاء هذه القضايا«. وتابع أن »سليمان طرح علينا الرؤية المصرية، وبدورنا طرحنا نحن موقفنا« موضحا أن »الموقف بين مصر وحماس متقارب جدا«.
وقال إن »مصر ستوجه الدعوة قريبا إلى حماس وفتح لعقد لقاء ثنائي بينهما قبل نهاية الشهر الحالي، لبحث المسائل الخلافية، وذلك لإنهاء حالة الانقسام الفلسطيني الحالي« مشيرا إلى أن »الفترة المقبلة ستشهد اجتماعات ثنائية بين فتح وحماس، وثلاثية أو على المستوى الكلي لجميع الفصائل الفلسطينية... وتبدأ هذه الاجتماعات بلقاءات ثنائية بين فتح وحماس خلال فترة زمنية قصيرة ومتزامنة، لإعادة الأوضاع في الضفة وقطاع غزة إلى سابق عهدها«.
أضاف أبو مرزوق أنه »سيتم تشكيل خمس لجان لمناقشة القضايا الخلافية: الأولى للحكومة والثانية لمنظمة التحرير الفلسطينية والثالثة للانتخابات والرابعة للأجهزة الأمنية والخامسة لإعادة الأوضاع إلى ما كانت عليه قبل ١٤ حزيران ٢٠٠٧« لافتاً الى أن »اللجان ستأخذ وقتها، شهراً أو شهرين أو ثلاثة أشهر، إنها مسائل لا يمكن حلها في أيام أو أسابيع«. وتابع أن »ما تقرره هذه اللجان سيطرح على حماس والفصائل الفلسطينية الأخرى، وما سيتم إقراره والتوافق عليه ستلتزم به حماس«.
وعن الانتخابات الرئاسية والتشريعية، قال »إننا متمسكون بالقانون، ولكننا سنلتزم بما تقرره لجنة الانتخابات ويتم التوافق عليه« مضيفا »نريد الوحدة الوطنية ولا يمكن أن نخرج عن الإجماع الفلسطيني«. وطالب »الجميع في فتح وحماس بالابتعاد عن لغة الإثارة والالتزام بلغة التهدئة والمصالحة لحين الخروج من تلك الأزمة«.
من جهته، قال القيادي في حماس خليل الحية، الموجود في القاهرة ايضا، »اننا في حماس نقبل وضع الانتخابات على طاولة البحث« مشيرا في الوقت نفسه الى ان الحركة تعارض مطلب فتح بإجراء الانتخابات الرئاسية والتشريعية بشكل متزامن.
وذكرت »اسوشييتد برس« ان مصر اقترحت إجراء الانتخابات الرئاسية والتشريعية بشكل متزامن.
من جهتها، نقلت وكالة أنباء الشرق الأوسط عن مصادر فلسطينية أن الموعد المقترح لعقد الاجتماع الثنائي بين فتح وحماس في القاهرة هو ٢٥ تشرين الاول الحالي، مشيرة الى أن وفد حماس هو الذي طلب اللقاء الثنائي مع فتح برعاية مصرية، قبل دعوة الفصائل للحوار الشامل في الثلث الأول من تشرين الثاني المقبل، وذلك للتوافق مع فتح حول جملة من القضايا الخلافية.
في المقابل، قال سفير فلسطين لدى مصر ومندوبها الدائم في الجامعة العربية نبيل عمرو ان ثمة »مؤشرات ايجابية ظهرت خلال الحوارات الثنائية بين مصر والفصائل، بما في ذلك الحوار الجاري مع حماس، مما يشجع على المضي قدما في هذه المحاولة الجدية لتحقيق الوفاق الوطني الفلسطيني المستند الى وثيقة الوفاق الوطني وبرامج منظمة التحرير الفلسطينية ومواقفها وقرارات القمة العربية ومجلس الجامعة والمبادرة اليمنية«.
اضاف ان »عباس منفتح على كل الاقتراحات التي تؤدي الى إعادة اللحمة الفلسطينية« موضحا أنه »سيواصل التنسيق مع كل الفصائل بلا استثناء من أجل انجاح الحوار الوطني الشامل، وأي لقاءات فصائلية على صعيد ثنائي لن تتم الا بالتنسيق والتشاور مع الجميع«.
وتابع ان »منظمة التحرير الفلسطينية بوضعها الحالي هي صاحبة الشرعية السياسية الأقوى وهي المسؤولة عن القرارات الاستراتيجية للشعب الفلسطيني، وبالتالي يتعين على حماس أن تشهر اعترافها بمنظمة التحرير، وفي الوقت نفسه تقوم رئاسة المنظمة والمجلس الوطني الفلسطيني واللجنة التنفيذية بإجراء أوسع عملية إصلاح داخلية في المنظمة، وهي تقوم الآن بالإعداد لذلك، يقينا منها بأن المنظمة لابد أن تتطور هيكليا وإداريا ومن كل النواحي«.

المصدر: وكالات

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...