لقب الأم في اسبانيا يثير جدلا حول الأسرة والهوية
عندما يولد مولود ذكر لأبوين أسبانيين لم يرزقا قبله إلا بالإناث ، فإن أقارب الأب غالبا ما يفرحون لأن المولود الجديد "ربما" سيحمل اسم العائلة.
وبنظرة قريبة إلى الاسم الكامل لأي أسباني ، يلاحظ أنه يحمل اسمين بعد اسمه ، أولهما ، والذي يشتهر بها المعظم ، هو اسم والد الأب ، وثانيهما هو اسم والد الأم ، وذلك لأن الأسبانيات عادة لا يحملون أسماء عائلات أزواجهم بعد الزواج كما هو الحال في معظم الدول الأوروبية.
ويعني هذا النظام أن اسم الأب لديه فرص للاستمرار لفترة أطول من الأم.
فمثلا إذا ولدت طفلة لوالد هو خوان جارسيا رودرجيث وأم اسمها ماريا جونزاليث سانشيز ، واختير للطفلة اسم كارمن فإن اسمها كاملا سيكون كارمن جارسيا جونزاليث.
ولكن سعادة الآباء قد تنتهي قريبا في ظل اقتراح حكومة رئيس الوزراء خوسيه لويس رودريجيث ثاباتيرو تعديل ترتيب تسلسل اسمي والدي الأب والأم ، مع يعني انتهاء عادة ضاربة بجذورها في التاريخ ، وهي أن يحمل الأطفال أوتوماتيكا لقب الأب وليس الأم.
ويرى الاشتراكيون الذين ينتمي إليهم ثاباتيرو أن هذا التعديل سيقضي على بعض من أخر بقايا العصر الذكوري من مجتمع مبنى على المساواة بين الجنسين.
إلا أن هذا التعديل أثار عاصفة ، ويرى المنتقدون أنه يشكل هجوما على الأسرة وعلى العادات المعتمدة في تحديد هوية الأفراد منذ آلاف السنين.
ويسمح القانون الحالي بعكس ترتيب الأسماء ، ولكن هذا أيضا يتطلب عملية إدارية طويلة لا يحبذ كثيرون المرور بها.
ويقوم التعديل الذي تسعى الحكومة إلى الحصول على الموافقة البرلمانية عليه بالقضاء على الأولوية التلقائية لاسم الأب ويلزم الوالدين باختيار الاسم الذي سيأتي مباشرة بعد اسم الطفل.
وإذا فشل الوالدان في اختيار الترتيب ، فإن الترتيب سيكون أبجديا.
ويسخر باحث اجتماعي فيقول إن ما لا يخطئه عاقل أن يكون للأم الحق في أن يكون اسمها قبل اسم الأب لأنها هي من تلد.
أما حزب الشعب المعارض وصاحب التوجهات المحافظة فيتهم الحكومة بمحاولة صرف أنظار الناس عن المشكلات الاقتصادية التي يعاني منها البلد بمثل هذا التعديل "غير الضروري".
وهذا ليس أول تشريع "اجتماعي" تتفتق عنه قريحة ثاباتيرو ، فهو من قنن زواج المثليين ووفر "الطلاق السريع" ، ما جعله متهما بتدمير الشكل التقليدي للأسرة.
ويقول الخبير القانوني توماس رامون إن هذا التعديل "يذهب بالمساواة إلى مستويات سخيفة".
وتجدر الإشارة إلى أن دولا أوروبية أخرى لديها تشريعات مشابهة.
ولكن الجديد الذي أتت به الخطة الأسبانية هو اعتماد الترتيب الأبجدي ، ما يثير مخاوف حول احتمال أن يأتي اليوم الذي تختفي فيها الأسماء التي تبدأ بحروف متأخرة في ترتيب الحروف الأبجدية.
وتسخر صحيفة "إلموندو" فتقول :"ستنقرض الأسماء أخوات ثاباتيرو "الذي يبدأ بالأسبانية بحرف زد وهو آخر حروف الترتيب الأبجدي اللاتيني" لصالح أمثال أثنار" ، في إشارة إلى رئيس الوزراء الأسباني السابق خوسيه ماريا أثنار.
المصدر: د ب أ
إضافة تعليق جديد