لأنه رجل !؟

أنا تعبانة لأن الرجال لا يتعبون

أنا نعسانة لأن الرجال لا ينعسون

أنا جوعانة لأن الرجال لا يجوعون

أنا مريضة لأن الرجال لا يمرضون

... وغيرها من عشرات الدعابات المماثلة يطلقها خليل كلما دعت الحاجة.

هذه الدعابات تُشكل الجواب الأمثل على سؤال: «لماذا لا يأخذ الرجل ومشكلاته حيزاً في وسائل الإعلام؟ ولماذا يُغيَّب في ظلّ تركيز ساحق على المرأة ومتطلباتها ومشكلاتها؟».

الجواب ببساطة: «لأنه رجل».

لأنه رجل، لا يطلب المساعدة، وبالتالي، ليس بحاجة إلى النصيحة.

لأنه رجل، لا يقول «آخ» ولا يتقبّل فكرة الوجع والمرض، فما من حاجة إلى تشخيص مرضه علناً.

لأنه رجل، لا يعترف بخضوعه لعمليات تجميل أو زيارة مراكز العناية، إذاً لا حاجة الى استضافة المختصين بأموره.

لأنه رجل، لا يبكي ولا يغضب فهو ليس بحاجة إلى اختصاصيين نفسيين.

لأنه رجل، لا وقت لديه لمشاهدة البرامج المخصصة له، إذا فهي برامج مرفوضة لأنها تفتقر إلى المشاهدين.

لأنه رجل، لا وقت لديه لقراءة أي شيء غير الصحف والأخبار، فنادرة هي المجلات المخصّصة له.

لأنه رجل، لا يتداول ماركات ثيابه ومقتنياته، وبالتالي الاستثمار معه خاسر.

لأنه رجل، لا يجالس أولاده، وإن فعل فهو يعلم كيف يفعل ذلك، وليس بحاجة إلى نصائح.

لأنه رجل، هو محصّن ضد الأمراض، لا سيما الجلدية منها، وهو دائماً الطبيب ولا مرّة المريض.

لأنه رجل، يفهم في كل شيء ويجيد كل شيء، فلا يمكن توجيه الانتقاد إليه، فهو «دائماً على حق».

لأنه رجل، يعرف كيف يُحبّ ويحلّ مشكلات أصدقائه العاطفية وغير العاطفية، من دون أن يطلبها لنفسه.

لأنه رجل، لا يغار فلا حاجة، إذاً، لتضييع الوقت في محاولة إثارة غيرته.

لأنه رجل، يكفكف الدموع ويعطي النصائح ويجد الحلول ويلملم الجراح... إذاً هو بخير وليس بحاجة إلى مساعدة.

لأنه رجل، فهو سخي ومعطاء، فلا داعي لمشاركته مادياً.

لأنه «جونكر» يمكن الاستفادة منه، من دون مقابل.

لأنه «غراندايزر»، فهو لا يُقهر ولا يخضع للاستفزاز، ويستطيع العيش بمفرده، فهو ليس بحاجة الى العناية.

...ولكن لأنه «إنسان»، هو مستهلك جيد للنصائح والبرامج والمجلاّت فلا بأس من إعطائه فرصة.

فاطمة رضا

المصدر: الحياة