كوريا الشمالية: تأهب قتالي تام وتهديد سول وواشنطن بالحرب

وضعت كوريا الشمالية قواتها العسكرية في حالة تأهب قصوى وجهوزية قتالية تامة وحذَّرت كلا من سول وواشنطن، اللتين تجريان مناورات عسكرية مشتركة، من أن أي محاولة لإسقاط القمر الصناعي الذي تخطط لإطلاقه سيؤدي إلى اندلاع حرب في المنطقة.

فقد وصفت وكالة الأنباء المركزية الرسمية في كوريا الشمالية المناورات العسكرية المشتركة، التي بدأت اليوم وتستمر حتى العشرين من الشهر الجاري، بأنها "عمل إثارة وتحريض وتهديد علني واستفزاز عسكري شديدة الخطورة".
ففي بيان أذاعته وكالة الأنباء الكورية الشمالية اليوم الاثنين، حذّّر جيش الشعب الكوري من أنه مستعد لاستخدام القوة ضد كل من كوريا الجنوبية والولايات المتحدة واليابان.

وقال البيان: "سوف ننتقم ممن يقوم بأي تصرف أو فعل يرمي إلى اعتراض قمرنا الصناعي المخصص للأغراض السلمية، وذلك من خلال قيامنا بشن ضربات مضادة فورية عبر أقوى الوسائل العسكرية."
وأضاف البيان قائلا: "إن إسقاط قمرنا الصناعي المخصص للأغراص السلمية سيعني باختصار اندلاع الحرب."
وكانت بيونج يانج قد أصدرت بيانا منفصلا في وقت سابق من اليوم قالت فيه إنها أعطت الأوامر لجيشها وكافة عناصر قواتها المسلحة لكي يكونوا على أهبة الاستعداد ويبقوا جهوزيتهم القتالية على أكمل وجه "من أجل حماية الأمَّة".

يُشار إلى أن كوريا الجنوبية والولايات المتحدة تعتقدان بأن بيونج يانج قد تكون تجري استعدادات لاختبار صاروخ طويل المدى، وذلك تحت ستار إطلاق قمر صناعي جديد.

ويقول جون سيدوورث، مراسل بي بي سي في سول، إن حوالي 50 ألف جندي سيشاركون في المناورات العسكرية بين كوريا الجنوبية والولايات المتحدة، ويعتبرها البلدان "بروفة" لتحقيق الأمن في شبه الجزيرة الكورية.

وأضافت الوكالة قائلة إن التدريبات العسكرية ستستمر هذا العام ضعف المدة التي استغرقتها العام الماضي.
وكانت كوريا الشمالية قد أعلنت الجمعة الماضية أن خطر نشوب صراع في المنطقة يعني أنها ربما لم تعد قادرة على ضمان سلامة الطيران التجاري عبر مجالها الجوي. وقد حوَّلت شركات طيران عديدة مسارات رحلاتها كإجراء احترازي على أثر إعلان بيونج يانج ذاك.

ويرى بعض المراقبين في كوريا الجنوبية أن بيونج يانج ربما تستخدم المناورات الحالية بين سول وواشنطن كذريعة لمنع الرحلات الجوية في المنطقة.

ويقول مراسل بي بي سي في كوريا الجنوبية، إن بيونج يانج تشعر بالانزعاج من هذه المناورات المشتركة كل عام، وتصفها بأنها "تجربة على القيام بغزو".

وتتزامن تحذيرات بيونج يانج مع انتخاب زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ-ايل "بالإجماع" نائبا في مجلس الشعب الأعلى (البرلمان) وصدور تقارير تشير إلى أن ابنه كيم جونج أون قد يكون من بين المرشحين أيضا في انتخابات الأحد، الأمر الذي سيعني في حال صحته أنه مرشح قوي لخلافة والده.

وكانت كوريا الشمالية قد تخلت في 30 يناير/كانون الثاني الماضي عن مجموعة من الاتفاقيات الأمنية مع كوريا الجنوبية بسبب قرار سول ربط المعونات التي تقدمها لبيونج يانج بالتقدم الذي يتم إحرازه في المحادثات السداسية حول ملف الأخيرة النووي.

المصدر: BBC