قلق من فيروس جديد يصيب الماشية وتـأثيـره علـى الإنسـان مجهـول

بعد انفلونزا الخنازير وانفلونزا الطيور، فيروس جديد يضرب الحيوانات في شمال اوروبا. انه فيروس «شمالينبرغ» الذي يسبب تشوهات لدى الحيوانات المولودة حديثاً والاجنة في قطعان الابقار والغنم والماعز من دون معرفة إمكانية انتقاله الى الانسان.
ويعمل العلماء في شمال اوروبا على تحديد مصدر الفيروس الجديد الذي سمي تيمناً بالقرية الالمانية التي ظهر فيها اول مرة في تشرين الثاني الماضي. وقد أبدى العلماء استعدادهم لمشاركة أي شخص مهتم بالبحث في هذا الفيروس، بمختلف المعلومات، من أجل تسريع عملية تحديد سبب انتشاره ومصدره واكتشاف اللقاح الشافي له.
وظهر الفيروس للمرة الاولى في قرية «شمالينبرغ» الالمانية حيث عانت الابقار من الحمى وانخفاض كبير في مستوى إنتاج الحليب. وانتشر الفيروس ليصيب قطعان الماعز والاغنام في عشرات المزارع في بلجيكا وهولندا.
ووفق إحصائيات اللجنة الدائمة لحماية السلسلة الغذائية والحصة الحيوانية في المفوضية الاوروبية، تم تسجيل 20 حالة اصابة بالفيروس في مزارع في المانيا و52 في هولندا و14 في بلجيكا. كما يتم دراسة عدد آخر من حالات مشتبه بإصابتهم بالفيروس.
وقال رئيس معهد فريديريش لوفلر المختص بصحة الحيوان توماس ميتنليتر ان المركز يأخذ الفيروس بجدية كبرى نظراً لأنه يهدد صحة الحيوان في اوروبا.
يبدو ان الفيروس ينتقل من خلال البعوض الذي انتشر في صيف وخريف العام 2011، وظهرت اولى حالات التشوه في الخراف قبل عيد الميلاد حيث أصيبت الخراف بتشوهات خلقية كمرض الـ «هيدرانسيفالي»- حيث تستبدل اجزاء من الدماغ بأكياس من السوائل- والـ«سوليوزيز» ( التواء في العمود الفقري).
ويقول ميتنليتر: «تظهر هذه التشوهات في حوالى 20 الى 50 في المئة من الخراف ومعظمها يولد ميتاً». ويتوقع العلماء ارتفاع أعداد الخراف المصابة خصوصا، في الابقار، لأن أجنة الابقار المصابة في الصيف الماضي ستولد في شهري شباط وآذار المقبلين.
واستطاع الباحثون في علم الفيروسات عزل الفيروس وزرعه في خلايا الحشرات والهامستر. وأظهرت النتائج علاقة واضحة ومؤكدة بين هذه الحشرات والاعراض التي أصابت الخراف.
وحلل باحثون من معهد فريديريش لوفلر الخريطة الجينية للفيروس وتبين انه جزء من مجموعة فيروسات تسمى الـ«اورثوبونيا» وهي تتألف من ثلاثة اجزاء « S« (قصيرة)، «M»(متوسطة) و«L» (طويلة) وتنتقل على الاغلب عبر البعوض والذباب. وعلى الرغم من ان هذه الفيروسات معروفة في دول آسيا، إلا ان بعضها تنقل في دول أوروبا لعقود خلت.
ولم يحدد العلماء امكانية اصابة الانسان بهذا الفيروس، إلا انه ينحدر من سلالة فيروسات يعرف عنها انها تصيب الانسان، لكن هذه الفيروسات تنتقل عبر البعوض لتصيب الانسان ولا تنتقل مباشرة من الحيوانات المصابة.
غير ان المركز الاوروبي للوقاية من الامراض ومكافحتها في استوكهولم، أصدر تقديراً خطيراً استنتج بموجبه انه «من غير المعروف اذا ما كانت مجموعة فيروسات الـ«اورثوبونيا» التي يشكل هذا الفيروس الجديد جزءاً منها، تسبب المرض عند الانسان، إلا انه لا يمكن تجاهل هذا الاحتمال في هذه المرحلة». إلا ان الخبراء طالبوا بمراقبة دقيقة لصحة المزارعين والاطباء البيطريين.

السفير نقلاً عن مجلة الـ«ساينس ناو»