قصة نشوء «فايسبوك»
كان يمر بأزمة عاطفية. »عليَّ أن أفكِّر بشيء ينسيني إياها. عليَّ أن أشغِل نفسي بشيء ما. الأمر بسيط للغاية. الآن، أنا بحاجة لفكرة.. فقط! (..) ها أنا أنظر إلى صور ومعلومات تلاميذ هارفرد. أنظر فأرى الكثير من الصور. من هو الشخص الأجمل والأكثر إثارة؟« هذا ما دوّنه مارك زوكربرغ، تلميذ »هارفرد« البالغ من العمر ١٩ عاماً في ٢٨ تشرين الأول من عام ٢٠٠٣.
تلى ذلك وضع زوكربرغ صور التلاميذ التي استولى عليها من قاعدة بيانات جامعة هارفرد، على موقع بسيط صممه وسماه »فايس ماش«. وضع كل صورة قبالة الأخرى طالباً من مستخدميه اختيار الشخص الأكثر إثارة. حاز الموقع شعبية بين طلاب »هارفرد«، واستدعي زوكربرغ من قبل إدارة الجامعة واتُّهم باستعمال معلومات شخصية من دون إذن وكاد أن يفصَل. لاحقاً، اعتذر زوكربــرغ قائلاً انه لم يكــن يريــد أن يؤذيَ أحداً، وأنه أراد فقط تجـريب البرمجة التي صمّمها.
شباط ٢٠٠٤. الانطلاقة الحقيقية. زوكربرغ يطلق موقع »ذي فايسبوك« (أغفلت بعد ذلك كلمة »ذي«، واكتفيَ بالاسم الحالي »فايسبوك«) كموقع تشبيكي يتواصل عبره تلامذة »هارفرد« وسكان الحرم الجامعي. خلال نصف ساعة من إطلاق الموقع، اشترك فيه ما يقرب على ألف ومئتي طالب. وخلال شهر، اشترك نصف تلامذة الجامعة في الموقع. وما لبث أن حاز إعجاب مستخدميه وتوسع استخدامه ليشمل جامعات بوسطن وثانويات مدرسية ومناطق وجامعات أخرى. في أيــــلول ٢٠٠٥، توسع استخدام الموقع إلى الـــثانويات المدرسية الأميـــركية، ثم وصل استخدامه إلى إنكلترة، وبعـــدها إلى بقية دول العالم. في أيلول ٢٠٠٦، صار بإمكان المستـــخدمين استعمال أي بريد الكتروني للاشتراك في »فايســـبوك«.
في ٢٠٠٧، تطور الموقع أكثر، وأضيف إليه الكثير من الخصائص والبرمجيات. في ٢٠٠٨، صار الموقع التشبيكي الاجتماعي الأول متفوقاً على موقع »ماي سبايس« في عدد الزوار.
في البداية، واجه المشروع اتهامات من قبل موقع كان يعمل في حرم »هارفرد« نفسها يدعى »كونكت يو« ConnectU اتهم أصحاب الموقع، وهم تلاميذ في »هارفرد«، زوكربرغ بسرقة »الكود« البرمجي الخاص بالموقع وبعض الأفكار عندما كان يعمل مبرمجاً في المشروع، واستخدام هذه الأفكار لينشئ »فايسبوك«، إلا أن زوكربرغ نفى الموضوع. طُوي الملف لاحقاً في القضاء في حزيران ٢٠٠٨، وسُوي الموضوع، حيث اشترى »فايسبوك« »كونكت يو«، وطويت الملاحقة القضائية التي قد تستمر أعواماً من دون حل، من دون الإعلان عن تفاصيل الصفقة التي بقيت سرية.
هلال شومان
المصدر: السفير
إضافة تعليق جديد