قصة باري ماتش وسيسيليا ساركوزي وعشيقها
بدأت القصة في 25 آب 2005 حين نشرت مجلة "باري ماتش" الفرنسية الواسعة الانتشار صورة السيدة الفرنسية الاولى سيسيليا ساركوزي مع عشيقها مدير "مجموعة بوبليسيس للدعاية والاعلان"، ريتشارد اتياس على الغلاف. لم يكن نيكولا ساركوزي قد انتخب بعد رئيسا للجمهورية، الا ان "سحره" و"مَوْنَته" الاعلامية كانا كافيين لاطاحة رئيس "مجموعة نشر لاجردير" الصحافي جيراد روكوموريل ومدير مجلة "باري ماتش" ألان جينيستار!
عامان ونيف مرا على الفضيحة، ويبدو ان روكوموريل الذي كان الضحية "غير المباشرة" لم "ينم على ضيم"، اذ سيصدر له بعد بضعة ايام كتاب عنوانه "الصحافة تجري في عروقي" لدى دار نشر روبير لافون، يسرد فيه كل الوقائع.
واضح انه كان للمرشح الرئاسي ساركوزي حينذاك دور لا يستهان به في "معاقبة" كل من "يضر بسمعته" اعلاميا وذلك بشن حرب "الغاء" على حرية التعبير والرأي حتى لو اضر ذلك بسمعة المجلة ومردودها. اما قدرته على الاقدام على هذا العمل "الديموقراطي" فتعود الى علاقته "الاخوية" مع الملياردير ارنو لا جردير مالك "مجموعة لاجردير للنشر"، وهي من اقوى مجموعات النشر الفرنسية التي تضم، الى "باري ماتش، كلا من مجلة "ELLE" و"لو جورنال دو ديمانش": "في ذلك اليوم توعد امام عدد من الاصدقاء، بينهم صحافيون، باطاحة المسؤولين عن هذه الفعلة ونفذ وعيده".
ماذا جرى تلك الليلة؟ اخذ روكوموريل على عاتقه تزويد المهتمين من القراء ادق التفاصيل في كتاب عنونَه "الصحافة تجري في عروقي". قرر الخروج عن صمته في زمن الرئاسة الساركوزية، ليسرد تفاصيل النقاش الحاد الذي دار بينه وبين جينيستار يوم صدر العدد، كما ورد في مجلة "الاكسبرس" الفرنسية: "سألته إن اخبر ارنو لاجردير فأجاب بالنفي. واخبرته انه بفعلته هذه يضع مالك المجموعة في موقف محرج مع "اخيه" نيكولا ساركوزي الذي سيعتبر انه تعرض لخيانة من اقرب الناس. حين علم لاجردير صعق فاتخذ التدابير التي ترضي "اخيه" فأكثر من صوره في المجلة ولزمه نحو عام ليترك جينيستار المجلة.
اتهم روكوموريل بأنه اخفى على مالك المجموعة وجود مشروع غلاف كهذا، مما يعني انه متواطئ. لكن الحقيقة انه عاد من اجازته السنوية في 23 آب 2005، واكشتف ان المجلة اعدت للتوزيع واخفي عنه موضوع "السبق الصحافي".
اذا، الان جينيستار اخذ على عاتقه نشر "الفضيحة – السبق". ابعد المؤلف عن المجموعة في ايلول 2006، لاختلاف في الرأي مع ارنو لاجردير حول كيفية ادارة هذه المجموعة ولان "الصحافة تجري في عروقه".
ألين موراني
المصدر: النهار
إضافة تعليق جديد