قرية "جِدْية" في ريف درعا.. متراس متين في وجه التكفيريين
انطلاقاً من موقعها في ريف درعا الشمالي الغربي، المحاذي لقرى محافظة القنيطرة، ثمةَ أهمية استراتيجية كبيرة تكتسبها قرية "جدية"، ففي حال تمكنت المجموعات المسلحة من الاستيلاء عليها يبدأ التهديد لقريتي الصنمين و كفر شمس.
جولة ميدانية أجراها موقع قناة المنار في قرية "جِدْيَة"، مدعِّما مشاهداته بشرح قائدٍ ميداني عن المكان، فهذه لم تكن المرة الأولى التي يتعرض فيها الجيش السوري هناك لهجمات تشنها مجموعات المسلحين، مجموعات تتوافد عبْرَ الحدود المفتوحة في الجنوب السوري، كان آخرها الهجوم على ريف درعا الشمالي مستهدفاً قرية "جدية".
تحصينات قوية، وقواعد نارية للجيش السوري، انتشرت على طول خط الاشتباك الأول في جبهة درعا، مكّنت من التصدي لكل الهجمات، حيث تهاوت العشرات من جثث مسلحي جبهة النصرة، إضافة لتحطم عتادهم بطريقة شكلت ضربة موجعة لهم، ودرساً قاسياً، فلا مجال لهجوم جديد لهم على هذه النقطة دون خساراتهم بهذا الحجم.
معلومات أكدها نَوْحُ التنسيقيات التابعة للمسلحين على صفحات التواصل الاجتماعي، فالخسارات بلغ عدد القتلى فيها أكثر من 50، و نحو 100 جريح أغلب إصاباتهم خطيرة.
ومن أحد المتاريس المشرفة على المكان، أشار الضابط الميداني إلى ثلاث جبهات يشن المسلحون هجماتهم من خلالها؛ أولها من الشمال، بين قريتي كفر شمس وزمرين، وهو المحور الأقرب لتجمعات المسلحين، والقتال القريب هو ميزة الاشتباكات في تلك النقطة.
أما المحور الثاني فمصدره قرية "سملين"، والثالث من قرية "إنخل" نحو الجدية، يؤكد الضابط أنه تم التصدي للهجمة الموزعة على تلك الجهات الثلاث بشكل متزامن، حيث استمر الهجوم من منتصف الليل حتى الصباح، و المسلحين باتوا في حالة تشتت كبيرة، حيث أن عدد قتلاهم تجاوز ما يمكن لهم تحمله.
كما تحدث الضابط الميداني عن كيفية سير المعركة عند خط الدفاع الاول، مؤكدا الدور الفاعل لسلاح المدفعية، إضافة إلى دور كبير أيضا تلعبه وحدات الهندسة في الجيش السوري بدقة كبيرة، ذلك من خلال زرع الألغام الأرضية لمنع أي محاولة تسلل ينفذها المسلحون باتجاه القرية.
وبعد الفشل الذريع للهجوم على "جدية"، وكما بات معروفا بشأن الدعم الصهيوني للمسلحين، فقد توجه هؤلاء إلى الأراضي المحتلة، سالكين معبر "الرفيد" مع الجولان السوري المحتل، طالبين الحماية والدعم من الكيان الصهيوني، ولتلقي الإسعاف لجرحاهم، ولأن العدو الصهيوني أخّرَ دخولهم حتى المغيب في هذه المرة، قامت بعض الفصائل المسلحة بالتوجه نحو الأردن مستغلة الحدود المفتوحة التي تعد مصدر الدعم اللوجستي والطبي دون أي توقف.
خليل موسى
المصدر: المنار
إضافة تعليق جديد