قتيل وجريح بسبب ملاسنة بين الجوار
تتلخص وقائع القضية في الدعوى أساس 288 أنه في حوالي الساعة الثالثة والنصف ظهرا حصلت ملاسنة كلامية حامية الوطيس في محلة جوبر بين رهادة/ع الأولى وزكاء/ر بسبب ضرب الأطفال إذ زعمت الأولى أن ابنها الصغير قد خرج إلى الحارة عصرا
وكان قد ضرب ابن شقيق الثانية التي حضرت أولا إلى منزلها وشتمتها وضربت ابنها قصاصا لابن شقيقها، في حين زعمت الثانية أنها قد شاهدت رهادة تضرب ابن شقيقها وعندما حاول شقيق زكاء /مجيد/ تهدئة شقيقته وحاول إصلاح ذات البين بينهما خاطبته رهادة محتدة «نحنا ماحدا بيضربنا وماحدا بسبنا» فرد عليها: أنا لاأستطيع التكلم معك أرسلي لنا رجال يتكلموا معنا.. فقالت له «أنا زلمه» وغادرت .
وبعد فترة حضر شقيق زوجها المدعو مجد/ص إلى منزل الجوار للاستفسار عما حصل وحصلت أيضا ملاسنة كلامية بين الطرفين ولكن أهل الحارة تدخلوا وحلوا الخلاف.
غير أنه بعودة الأب راجح عند حوالي التاسعة مساء من عمله في مسلخ فروج علم بالأمرواحتد كثيرا وتوجه مباشرة إلى منزل الجوار برفقة شقيقيه مجد وعابد واندلعت بينهم مرة أخرى ملاسنة كلامية بين أب الطفل الأول من آل/ر وأب الطفل الثاني من آل/ص وتطورت هذه الملاسنة إلى تضارب بالأيدي وفي تلك الأثناء حضر مجيد شقيق والد الطفل الأول الذي كان موجودا في البداية منذ انطلاق شرارة الملاسنة الأولى بين رهادة وشقيقته زكاء كما حضر أيضا معه بعض أقاربه الذين دخلوا في مشاجرة جماعية بين الطرفين استخدم فيها والد الطفل الثاني راجح (السكين) التي يحملها عادة معه وطعن بها والد الطفل الأول المدعو سامر طعنتين الأولى نافذة إلى القلب وحتى الثدي الأيسر والثانية نافذة في أسفل العنق وأعلىومنتصف الظهر فوقع أرضا مضرجا بدمائه فشاهده شقيقه مجيد الذي هرع إليه لإسعافه إلا أن شقيق الجاني مجد بادره بطعنة سكين هو الآخر في ظهره فغاب عن الوعي ولاذ الجميع بالفرار..
أسعف المصابان إلى المشفى الفرنسي بدمشق حيث تبين أن المصاب الأول سامر قد توفي في حين أجريت الاسعافات اللازمة لشقيقه مجيد الذي أجري له عمل جراحي وتم استئصال الطحال المتأذي منه ماخلف حسب تقرير الطبابة الشرعية رقم 231 عنده عجزا وظيفيا مقداره 15٪ من مجموع وظائف الجسم.
بإلقاء القبض على المتهمين رابح وشقيقه مجد اعترف الأول لدى استجوابهما في التحقيقات الأولية بطعن المغدور سامر في حين اعترف الثاني بطعنه لشقيق المغدور المصاب مجيد في محاولة للدفاع عن النفس وأما المتهم الثالث شقيقهما (عابد) فقد هرب من وجه العدالة أثناء سير المحاكمة وتوارى عن الأنظار
يذكر أن هيئة المحكمة قد ردت دفوع الجهة المدعى عليها إذ طلب الوكيل القانوني للمتهمين اعتبار موكله راجح بحالة الاثارة والغضب الشديد وتبديل فاعليته الجرمية بقتل المغدور من الجناية إلى الجنحة ،وفي مطلق الأحوال اعتبار القتل من غير قصد لانتفاء نية القتل لديه اثناء المشاجرة وأيضا اعتبار فعل موكله الآخر مجد الذي طعن شقيق المغدور من قبيل الايذاء المقصود المؤدي لعجز وظيفي وفق المادة 543 من قانون العقوبات العام وتبديل فاعليته الجرمية من جناية إلى جنحة لتوافر شرائط الاثارة وصورة الغضب وانتفاء قصد القتل لديه..
إذلم تجد هيئة المحكمة مايبرر ما أورده وكيل المتهمين للواقعة على الشكل المبين آنفا تنفي ثورة الغضب لدى المتهمين لاسيما وأن أحدهم وهو مجد كان قد حضر قبل حادثة القتل بزمن إلى منزل الطرف الأول من المشاجرة وفض الناس بينهم الخلاف ومع ذلك هو رافق شقيقيه راجح وعابد إلى منزل الطرف الآخر من المشاجرة مرة أخرى حين وقوع الحادثة وهم أي الأشقاء الثلاثة من توجهوا إلى منزل الطرف الآخر من المشاجرة وقتلوا أحدهم وأصابوا شقيقه أمام منزله ..
ما حدا بمحكمة الجنايات الأولى بدمشق إلى إصدار القرار 209 في الدعوى أساس 288 لعام 2009 المتضمن من حيث النتيجة وبالاتفاق :
تجريم المتهم الأول راجح تولد 1980 بجناية القتل قصدا المعاقب عليها بالمادة 533 عقوبات عام
ومعاقبته بوضعه في سجن الاشغال الشاقة المؤقتة مدة 15 عاما وتجريم شقيقه المتهم الثاني مجد تولد 1978 بجناية الشروع بالقتل قصدا المعاقب عليها بالمادة 533 بدلالة المادة 218 من قانون العقوبات العام ووضعه في سجن الأشغال الشاقة المؤقتة مدة خمسة عشر عاما وتخفيض عقوبته إلى ذات السجن مدة سبع سنوات ونصف السنة كون فعله بقي في حيز الشروع..
في حين تم تجريم شقيقهما الثالث المتواري عن الأنظار عابد تولد 1974 غيابيا بجناية التدخل بالقتل قصدا المعاقب عليها بالمادة 533بدلالة المادة 218 من قانون العقوبات العام .
ومعاقبته بوضعه في سجن الأشغال الشاقة المؤقتة مدة 15 سنة وتخفيض عقوبته إلى ذات السجن مدة سبع سنوات ونصف السنة كون فعله بقي في حيز التدخل.
مع حجر المتهمين الثلاثة وتجريدهم مدنيا ومنعهم من الإقامة في مكان وقوع الجرم مدة توازي المدة المحكوم بها لكل منهم وإلزام المتهمين راجح وعابد بأن يدفعا بالتكافل والتضامن فيما بينهما مبلغا مقداره مليون ل.س كتعويض لورثة المغدور سامر توزع بينهم حسب الفريضة الشرعية
وأيضا ..إلزام المتهم مجد الذي اعترف بطعنه للمصاب الثاني شقيق المغدور (مجيد) مبلغا وقدره فقط 150 ألف ل.س كتعويض عما لحق به من جراء إصابته من ضرر مادي وبعجز وظيفي تم تقديره حسب تقرير الطبيب الشرعي بـ 15٪ من مجمل وظائف الجسم ما اقتضى تعطيله عن العمل مدة ثلاثة أشهر..
ملك خدام
المصدر: الثورة
إضافة تعليق جديد