في الباكستان يقصفون العريس بالبيض والطحين
زفاف العريس الباكستاني ليس مناسبة للفرح فقط، بل هو أيضا مناسبة لا مهرب للمقبل عليها من أن يتحول إلى موضوع للفكاهة والترفيه.
فللباكستانيين عادات وتقاليد في الاحتفال بالعريس قبل يوم من الزفاف تجعل حفله أشبه بالفيلم الكوميدي، وتختلف من إقليم لآخر، لكنها مازالت منتشرة في المناطق الريفية أكثر من المدن.
في بيت العريس تقام حفلة خاصة بالرجال يتحول فيها المقبل على القفص الذهبي إلى لوحة تثير ضحك الحاضرين وتغمر الفضاء فرحا وسرورا.
وأول ما يستقبل به العريس عند خروجه على المحتفلين قصف كثيف بالبيض يوجه نحو رأسه وكامل جسده، وبعد ذلك يتحول وجهه إلى هدف ينفث عليه بعضهم الطحين.
ويأتي "الهجوم" بالأوراق النقدية على العريس ليمحو آثار قصفه بالبيض، ويرفعه بعد ذلك أقاربه وأصدقاؤه في رداء كبير يسميه الباكستانيون "البتو"، أو في سرير خشبي.
وفي مشهد أشبه ما يكون بعمل مسرحي، يحاول البعض رمي العريس على الأرض بينما يسعى آخرون لحمايته حتى يصل إلى المكان المخصص للحناء.
ثم يتفرغ حلاق أو شخص متخصص للاعتناء بتزيين العريس وتجهيزه لحفل الزفاف في اليوم الثاني.
ويشمل التزيين دهن الأطراف الخارجية من وجه ويدين ورجلين بزيت خاص يحافظ على النعومة، إضافة إلى تخضيب اليدين بالحناء.
لكن الحاضرين يتنافسون ويزاحمون المزيّن، فيحولون وجه العريس إلى لوحة تشكيلية بالحناء والزيت.
كل ما سبق يتقبله العريس برضا ويستعين عليه بابتسامة لا تغادر وجهه.
وهو ما يفسره عتيق أحمد، أحد أصدقاء عريس، بأن طقوس ليلة الزفاف تعبير عن الفرح والابتهاج.
ويضيف "نحن نعبر عن ذلك بطريقتنا الخاصة مع صديقنا العريس حسب الأعراف المتبعة وهو يتقبل ذلك".
ويقول ناصر خان، من جهته، إن الأمر لا يتعدى التعبير عن الفرح والسعادة، حتى ولو تسبب في إرهاق أو إحراج العريس.
فرقة الغناء الشعبية لها دور حاسم في إثارة محبي الرقص، ويضطر العريس أحيانا إلى الاستجابة لرغبة من حوله في أداء حركات متعبة أحيانا.
ويضاء بيت الاحتفال بأعداد كبيرة من الشموع عنوانا للأمل في بناء حياة زوجية سعيدة.
مهيوب خضر
المصدر: الجزيرة
إضافة تعليق جديد