فلسطينيات يروين قصص اعتقالهن للضغط على أزواجهن

17-04-2008

فلسطينيات يروين قصص اعتقالهن للضغط على أزواجهن

لم يكن تقرير اللجنة العامة لمناهضة التعذيب في إسرائيل حول استخدام الأجهزة الأمنية الإسرائيلية التعذيب النفسي ضد بعض المعتقلين الفلسطينيين مفاجئا للذين عاشوا التجربة بكل تفاصيلها.عندليب الحروب مع أطفالها

فالقضية ليست جديدة، كما ذكر التقرير، بل إن الاحتلال استخدم ويستخدم الاعتقال والتعذيب النفسي ضد ذوي المعتقلين والمطاردين بهدف إجبارهم على الإدلاء بمعلومات تتعلق بمقاومتهم الاحتلال رغم وجود قرار بمنع هذه الأساليب.

مريم غنام من بلدة يطا جنوب الخليل، عقدت قرانها على زوجها الحالي خالد غنام، وكانت تأمل بإتمام الزواج، لكن لم يخطر ببالها أن ارتباطها به سيقودها إلى زنازين التحقيق في سجن المسكوبية الإسرائيلي.

وعن تجربتها تقول "اصطحبت زوجي إلى مقر المخابرات الذي استدعي إليه قرب الخليل أواخر عام 2005، لكن تم اعتقاله فعدت وحدي، وتم استدعائي فيما بعد إلى سجن المسكوبية حيث قاموا بتفتيشي بشكل دقيق ثم نقلوني إلى زنزانة ضيقة وقاموا بتصويري عدة مرات لاستغلال الصور في الضغط على زوجي. وعلى مسافة قريبة أحضروا زوجي كي يراني وأنا معتقلة".

أما خالد الذي أفرج عنه بعد عام من الاعتقال فيقول "بعد تحقيق متواصل لخمسين ساعة هددوني بضربة قاصمة إذا لم أعترف بالتهم المنسوبة إلي، فنقلوني إلى غرفة مجاورة وأوقفوني على عتبة الباب".

وأضاف "في تلك الغرفة شاهدت خطيبتي، ثم نقلوني إلى مكان آخر كنت منه أسمع استجوابها، وفي كل جلسة تحقيق جديدة كان المحققون يضغطون علي بإحضار صور جديدة لإيهامي بأن خطيبتي لا تزال معتقلة".
من جهتها تقول عندليب الحروب زوجة المطارد منير الحروب من بلدة دورا وأم لخمسة أطفال، إنها تعرضت للاعتقال عندما جرت مداهمة بيتها ليلا، ثم أخضعت للتحقيق عن مكان اختفاء زوجها.

وتضيف "اقتحموا البيت عدة مرات، وفي إحداها أواخر عام 2006 تم اعتقالي وتعصيب عيني ويدي ونقلت بواسطة جيب عسكري إلى معسكر قريب، وهناك خضعت لتفتيش دقيق ومهين".

وتقول إن المحققين استخدموا معها أسلوبي الترغيب والترهيب للاعتراف بمكان وجود زوجها المطارد منذ سنوات، موضحة أنهم هددوها باستمرار اقتحام البيت واعتقالها مرة أخرى وإحضار زوجها أشلاء أمام أطفاله إذا لم تزودهم بمعلومات عنه.

وأكدت أن التحقيق والملاحقة والاعتقال لم تقتصر عليها وحدها بل طال أشقاءها وأشقاء زوجها وحتى أطفالها الصغار دون سن العاشرة الذين أخضعوا لجلسات استجواب عن والدهم.

للسيدة "ميسر دودين" وهي أم لأربعة أطفال من بلدة البيرة جنوب الخليل تجربة أخرى أكثر قساوة، فهي زوجة عبد المجيد دودين المطارد منذ أكثر من 15 عاما، ولصلتها الزوجية به اعتقلت وانتزعت من بين أطفالها.

وعن اعتقالها قبل نحو عام تقول "انتزعوني من بين أطفالي منتصف الليل فتم تقييدي وتعصيب عيني لأكثر من ست ساعات متواصلة، ثم وضعت في زنازين انفرادية معزولة للتحقيق في سجني المسكوبية وعسقلان لثلاثين يوما".

ومضت تقول "في جلسات التحقيق التي كان يمتد بعضها لسبع ساعات كنت مقيدة ومربوطة بكرسي التحقيق، واستخدموا معي الضغط النفسي الشديد وهددوني بإبعادي عن أطفالي إذا لم أعطهم معلومات عن زوجي".

كما طالت حملات الملاحقة والاعتقال أيضا أشقاءها ومنازلهم، في حين تتواصل عمليات مداهمة بيتها وإخراجها مع أطفالها بحجة التفتيش الذي غالبا ما يكون عنيفا وتخريبيا.

وسياسة اعتقال الزوجات والأمهات للحصول على معلومات بشأن أزواجهن أو أبنائهن قديمة متجددة، فقد اعتقلت أم علي الرجوب أواخر السبعينيات، واعتقلت والدة الأسير موسى دودين أوائل التسعينيات.

عوض الرجوب

المصدر: الجزيرة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...