فصل 14 أستاذا جامعيا ينتمون للإخوان بالأردن
قالت الحركة الإسلامية في الأردن إن 14 أستاذا جامعيا فصلوا من جامعة الزرقاء الأهلية، متهمين الحكومة بممارسة ضغوط أدت إلى فصلهم.
ومن أبرز المفصولين النائب الأول للأمين العام لجبهة العمل الإسلامي الدكتور رحيل غرايبة الذي قال إن إدارة الجامعة أبلغته بإنهاء عقده وعدم تجديده للعام المقبل، لافتا إلى أن الفصل طال 13 أستاذا آخرين عدد منهم قياديون في جماعة الإخوان المسلمين.
واعتبر غرايبة أن أسباب فصله عائدة إلى ضغوط أمنية وسياسية لكونه قياديا في حزب جبهة العمل الإسلامي، وربط بين قرار الاستغناء عنه والانتقادات الحادة التي وجهها قبل أيام لرئيس الوزراء معروف البخيت، ردا على انتقادات الأخير لجبهة العمل الإسلامي ومواقفها.
وقال غرايبة بأن الفصل هو جزء من حملة ستشمل نحو 48 أستاذا جامعيا معظمهم من المنتمين للإخوان المسلمين أو المقربين منها.
وكان الإسلاميون يملكون غالبية أسهم الشركة المالكة لجامعة الزرقاء قبل أن يتمكن مستثمر محلي من شراء غالبية أسهمها، وبالتالي إبعاد العديد من قيادات الإخوان عن المراكز المهمة فيها.
لكن رئيس الجامعة الدكتور عدنان نايفة نفى للجزيرة نت وجود أي أبعاد سياسية لقرار الاستغناء عن الأساتذة، رافضا استخدام كلمة "فصل"، وقال "جرى إبلاغ هؤلاء الأساتذة بقرار عدم تجديد عقودهم اعتبارا من منتصف سبتمبر/أيلول المقبل، لأن القانون الأردني يوجب إبلاغ طرف العقد بعدم تجديده قبل أربعة أشهر من تاريخ انتهاء مدته وهو ما حصل".
وأضاف أن "أسباب عدم تجديد العقود أكاديمية بحتة وتعود لإعادة هيكلة عدد من التخصصات (..)، ووجود مشكلات سياسية بين بعض المفصولين والحكومة لا علاقة له بعدم تجديد العقود".
غير أن مراقب الإخوان المسلمين سالم الفلاحات اعتبر أن حادثة الفصل لا يمكن عزلها عن سياق "استهداف الحركة الإسلامية".
وقال"الفصل هو نوع جديد من الحرب الحكومية علينا وتأخذ اليوم شكل الحرب في أقوات الناس (..)، فالحكومة تسيطر على جمعية المركز الإسلامي دون أي دليل على وجود فساد كما ادعت، وهناك خطوات للسيطرة على جمعية المحافظة على القرآن الكريم، واليوم جاء قرار فصل أساتذة الجامعات، وتعمل وزارة الأوقاف على إعادة تشكيل 68 لجنة زكاة لإخراج أعضاء الإخوان منها".
ووصف الرجل الأول في الحركة الإسلامية ما يحدث بـ"المجزرة الحكومية والحرب على الإخوان"، لافتا إلى أن الحكومة "تضر بالوطن على الرغم من أن استهدافها لنا يزيد من شعبيتنا وقوتنا على أبواب مواسم الانتخابات، لكننا لا نريد أن نربح فيما الوطن هو الذي يخسر".
واتهم الفلاحات "مراكز قوى" لم يسمها بجر البلاد "نحو المآزق والأزمات"، وأضاف "هناك مراكز قوى تعيش على الأزمات وترى في استهداف الحركة الإسلامية أقرب الطرق للتشبث بالمناصب".
لكن الحكومة نفت أي استهداف من قبلها للحركة الإسلامية، وقال الناطق باسمها ناصر جودة في مؤتمر صحفي قبل أيام إن الحكومة لا تستهدف حزب جبهة العمل الإسلامي، وقال إن الحزب جزء أساسي من الخريطة السياسية الأردنية ويستعد الآن لخوض انتخابات، مبينا أن الحكومة تتعامل مع كل الأحزاب والتيارات السياسية بنفس المكيال ودون استهداف لأي حزب.
ووصف الفلاحات ما يحدث في الأردن بأنه "أسوأ من سنوات الأحكام العرفية"، وقال "أين ذهب النموذج الأردني في التعاطي مع الحركة الإسلامية الذي تحول لنموذج من الاستهداف ومحاربة المنتمين للحركة بشتى الطرق والوسائل"، مناشدا الملك الأردني عبد الله الثاني التدخل لوقف "أصحاب أجندات التصعيد والإضرار بالوطن".
محمد النجار
المصدر: الجزيرة نت
إضافة تعليق جديد