فرنسا: الآلاف يحتجون على تخفيضات الإنفاق العام
خرج الآلاف إلى الشوارع في شتى أنحاء فرنسا، اليوم الخميس، في احتجاجات تقودها اتحادات عمالية على تخفيضات في الإنفاق العام تزامنت مع إضرابات نفذها المراقبون الجويون والعاملون في الإذاعة.
وقال المسؤول في الاتحاد العام للعمل بيير توماسي، متحدثاً عن مسيرة شارك فيها موظفو المستشفيات والبحوث وقطاع النقل "جئنا إلى هنا... من أجل تغيير الاتجاه لهذه الحكومة التي تدعي أنها يسارية".
وذكرت وسائل إعلام محلية أن موظفي برج إيفل سيواصلون إغلاقه حتى الساعة السادسة مساء (بتوقيت باريس) في إطار الإضراب. وقالت النقابات إنها تتوقع مشاركة عشرات الآلاف من المتظاهرين في التجمع الرئيسي في باريس قبل نهاية اليوم.
وتمثل المسيرات على مستوى البلاد، وبينها تجمع حاشد رئيسي في باريس، اختباراً لقدرة النقابات على حشد التأييد فيما يتعلق بقيود الإنفاق التي تقول إنها تضعف الخدمة العامة والقدرة الشرائية عموماً في ثاني أكبر اقتصاد في منطقة اليورو.
ومع ذلك فقد رفض أحد أكبر الاتحادات في فرنسا وهو "الاتحاد الديموقراطي الفرنسي للعمل" المؤيد للإصلاح، المشاركة في الحركة بحجة أن تخفيضات الإنفاق التي تتم في فرنسا ليست على نفس نطاق إجراءات التقشف التي تخضع لها بلدان أخرى في منطقة اليورو مثل إسبانيا وإيرلندا واليونان.
وتأتي هذه الاحتجاجات بعد يوم من إعلان حكومة الرئيس فرنسوا هولاند أنها لا تزال تتوقع نمواً اقتصادياً بمعدل 1 في المئة فقط هذا العام، ما يؤكد هشاشة الانتعاش.
وقلصت أيضاً توقعاتها للنمو لعامي 2016 و2017 إلى نسبة 1.5 في المئة سنوياً، نزولاً من 1.7 في المئة في 2016 و 1.9 في المئة في العام 2017، على الرغم من أنها تأمل أن يساعد ضعف اليورو وهبوط أسعار النفط وانخفاض أسعار الفائدة في تحسن الأداء.
وفي علامة مشجعة رفع مصرف فرنسا تقديراته للنمو في الربع الأول إلى 0.4 في المئة ارتفاعاً من 0.3 في المئة، في وقت سابق، مستنداً إلى زيادة قوة الطلب الخارجي.
وكان الإقبال على المشاركة متبايناً في مختلف أنحاء البلاد. ففي مدينة ستراسبورغ في الشرق خرج نحو 1000 شخص فقط إلى الشوارع، بينما قال المتظاهرون في مدينة تولوز في الجنوب الغربي إن عدد المشاركين في مسيرتهم بلغ 8000.
وتزامنت الدعوة إلى الإضرابات في القطاع العام بما في ذلك إضراب المعلمين العاملين في الدولة مع اليوم الثاني من إضراب مراقبي الحركة الجوية وحلول يوم جديد في أطول احتجاج بسبب تغييرات في شبكة الإذاعة العامة في فرنسا.
وقالت شركات الخطوط الجوية مثل الخطوط الجوية الفرنسية "اير فرانس" و"ايزي جيت" و"ريان اير" إنها اضطرت إلى إلغاء مئات الرحلات الجوية داخل فرنسا ومن فرنسا إلى الخارج وإلى بعض الوجهات في أماكن أخرى في أوروبا، بسبب إضراب المراقبين الجويين ضد خطط لتغيير ظروف العمل ورفع سن التقاعد إلى 59 عاماً بدلاً من 57.
وتعهدت حكومة هولاند بخفض العجز في ميزانيتها إلى المستويات المتفق عليها في الاتحاد الأوروبي بحلول نهاية فترة ولايته في العام 2017. لكنها تؤكد أنها تجنب الشعب الفرنسي إجراءات التقشف الحاد في اليونان وإسبانيا أو إيرلندا.
وقالت الحكومة إنها ستوفر ما مجموعه 50 مليار يورو (53.8 مليار دولار) من تقديراتها الأولية للإنفاق بحلول العام 2017 لكن الإنفاق الحكومي الإجمالي مع ذلك سيرتفع قليلاً.
(رويترز)
إضافة تعليق جديد