غزة تستعدّ لاحتضان سفينتي «فك الحصار» عنها
»أين العرب؟ فلينظروا كيف ان بعض الناشطين الدوليين الذين لا يملكون فلسا يقتلون أنفسهم كي يؤمنوا المال من أجل فك الحصار عن غزة..«، تتساءل ناشطة فلسطينية في »جمعية غزة الحرة« ومقرها ولاية كاليفورنيا الاميركية.
الحسرة جاءت في قلب الناشطة (رفضت الافصاح عن اسمها) التي لم يحالفها الحظ بالانضمام الى زملائها الاربعين الذين سيبحرون اليوم من مدينة لارنكا القبرصية الى غزة، عبر سفينتين، قاموا بشرائهما من خلال التبرعات التي يجمعونها منذ فترة. الناشطون الذين ضاقوا ذرعا بواقع غزة، يعرّضون حياتهم للخطر في رحلة تستغرق ثلاثين ساعة، ويسعون للتخفيف عن مليون ونصف مليون نسمة في قطاع غزة المحاصرة، رغم التهديدات التي يتلقونها من الحكومة الاسرائيلية.
ومع انطلاق الشوط الأكبر والاهم الذي ينتظر ردود فعل اسرائيلية معادية للرحلة الانسانية هذه، يكون الناشطون قد تحدوا برغبتهم حصار العدو، خصوصا انهم يصرون على الوصول الى غزة »مهما كان الثمن«، كما أشارت البيانات التي نشرها موقع الجمعية على الانترنت.
وتصف الفلسطينية بيانكا، المقيمة حاليا في فرنسا، مشاركة الناشطين الدوليين بـ»الرائعة« لتضامنهم مع القضية الفلسطينية، وهو »الدور الذي غاب عن تأديته العرب«. ويبدو ان الضغوطات التي يتلقاها الفلسطينيون المشاركون في الحملة، ردعت معظمهم عن الصعود الى متن السفينتين، والعمل على المشروع من مكان إقامتهم.
وتؤكد بيانكا لـ»السفير« التهديدات التي يتلقاها رفاقها يوميا من أجل إفشال الحملة. وتلفت الى الاتصال الذي تلقاه زوج الناشطة الانكليزية لورين بوث، وهي الأخت غير الشقيقة لشيري، زوجة رئيس الوزراء البريطاني السابق طوني بلير، الذي يقيم مع وليده حاليا في فرنسا. وتروي بيانكا »أن احدا ما قام بإخباره أن زوجته ستموت لان الباخرة التي تنقلها الى غزة ستنفجر«.
ولم تكتف بيانكا بالإبلاغ عن تهديد واحد، لتعرب عن امتعاضها من الواقع الذي يعيشه زميلها الناشط الفلسطيني الذي تعرضت عائلته، المقيمة في الضفة الغربية، الى ضغوطات من جنود العدو. وأفادت بيانكا ان زميلها تلقى رسائل تحذّره من المشاركة في الحملة، كما تطلب منه إقناع الآخرين بعدم المشاركة، وصولا الى تهديده بالموت اذا تواصل مع وسائل الإعلام، علما بان السلطات الاسرائيلية تتحضر لاستعمال القوة لمنع السفينتين من الوصول الى غزة.
- وفي سياق التضامن، أحيا ركاب السفينتين أمس في الطرف الشمالي لميناء لارنكا التجاري، ذكرى استشهاد اربعة عشر صيادا خلال السنوات الأربع الماضية. كذلك احيوا ذكرى مقتل ٣٤ بحارا اميركيا بنيران اسرائيلية في العام ١٩٦٧ على متن السفينة »ليبرتي«.
وجاء على الموقع الالكتروني للجمعية، ان الحملة تلقت رسالة من وزارة الخارجية الاسرائيلية مفادها »تدرك الخارجية الاسرائيلية ان اهداف الناشطين من الحملة تصب في اهداف انسانية، وتظهر نيتهم الحسنة..«، الأمر الذي علقت عليه إحدى المنظمات غريتا برلين قائلة »أتوقع الوصول الى غزة بعدما علمت الخارجية الاسرائيلية ان نوايانا انسانية«.
هذا، واكدت المتحدثة الاعلامية باسم الجمعية لـ»السفير«، غودفري غولدشتاين، والمتواجدة حاليا في القدس المحتلة، ان القوات الاسرائيلية تقوم بعمليات تجسس على السفينتين، الا »اننا لن نهتم لاي عوائق تواجهنا، وسينطلق الناشطون في منتصف ليل اليوم الى غزة«.
من جهة ثانية، نقلت وكالة »رامتان« عن رئيس »اللجنة الشعبية لمواجهة الحصار« النائب جمال الخضري، قوله ان »اللجنة والحملة الفلسطينية الدولية لفك الحصار ستستقبلان السفينة في عرض البحر بعشرين قارباً ضخماً يحملون أعضاء اللجنتين، إلى جانب الصحافيين والإعلاميين، بالإضافة إلى آلاف المواطنين على شاطئ البحر«.
ودعا موقع الجمعية الى المشاركة بأكبر حملة تبرع من أجل فك الحصار عن قطاع غزة على العنوان الالكتروني www.freegaza.org
زينة برجاوي
المصدر: السفير
إضافة تعليق جديد